يواصل التلفزيون المصري مفاوضاته مع قناة الجزيرة القطرية التي اشترت قنوات “أيه آر تي” للحصول على حق بث مباريات البطولة، بعد أن طلبت الجزيرة عشرة ملايين دولار (55 مليون جنيه مصري تقريبا) مقابل بث عشر مباريات فقط، وهو ما رأته الحكومة المصرية مبلغا ضخما، خاصة أن الاتفاق السابق مع “أيه آر تي” بلغت قيمته 3.5 مليون دولار فقط، حسب أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري. وتذمر المصريون من إطلاق الجزيرة قناتي الجزيرة الرياضية9 و 10، اللتين لم تعمل بطاقات التشغيل الخاصة بهما في مصر حتى بداية البطولة، وهو ما دفع بعضهم لتقديم بلاغ عاجل إلى النائب العام ضد “أيه آر تي” بتهمة الإخلال بتعاقدها مع المشتركين ببث كأس الأمم الإفريقية 2010 حصريا خلال الفترة من 10 إلى 31 يناير 2010 وبيعها للجزيرة. وقالت الدعوى: إن تعاقد الشركتين أضر بهم، منتقدة موقف الجزيرة في بث مباريات أمم إفريقيا لمواطني الخليج من دون مقابل، في الوقت الذي حرمت فيه المصريين المشتركين في “أيه آر تي” من مشاهدة مباريات منتخبهم. وفي السياق ذاته، هدد جهاز حماية المستهلك المصري art بالتدخل لإلزامها برد الاشتراكات للمصريين الذين تعاقدوا على مشاهدة مباريات البطولة عبر قنواتها بعدما أعلنت قبل شهر أنها ستبث المباريات، وبالتالي فإن مخالفتها للتعاقد تعد خداعا للعملاء وجريمة يعاقب عليها القانون، لكن (جمال هليل) مدير مكتب الجزيرة الرياضية بالقاهرة قال: إن الجزيرة غير مسؤولة عن الاشتراكات التي تعاقد عليها الجمهور مع قناة art، وتحتكر حق بث وتسويق البطولة، ولا يحق للتلفزيون المصري إنشاء استديو تحليلي أو إعادة بث المباريات بعد ذلك، فيما طرح محامون بالقاهرة ثغرة قانونية قائمة في عقد الجزيرة و “أيه آر تي” تسمح لمصر بالحصول على حقوق بث البطولة من دون مقابل مادي استنادا إلى عدم توقيع اتحاد كرة القدم الإفريقي صاحب الحقوق، على الموافقة على عقد نقل حقوق البث من “أيه آر تي” إلى الجزيرة. وأمام تعثر مفاوضات بث البطولة لجأت شريحة كبيرة من الشباب المصري إلى استغلال مهاراتهم الإلكترونية في الاستمتاع بمباريات اليوم الثاني للبطولة عبر المواقع الإلكترونية، كما تعددت رسائل الجوال بين الأصدقاء تحمل معلومات حول إمكانية مشاهدة مباراة مصر ونيجيريا اليوم، على بعض المواقع والمدونات.