توضح الدكتورة مريم عيسى العيسى الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة تبوك، أن تعدد الزوجات أباحه الله من فوق سبع سموات، بشرط العدل، بالإضافة إلى المقدرة المالية والصحية، مشيرة إلى أن التعدد له إيجابيات تتمثل في القضاء على العنوسة، أو تقليل نسبتها، والحد من الزنا وانتشار التحلل الأخلاقي، فضلا عن التكاثر في النسل، كما أنه لا يخلو من السلبيات أيضا، مثل إهمال الأبناء المترتب على كثرة مشاكل الزواج الثاني، فيتعرض الأبناء للانحراف، وقد يتأخرون دراسيا، أو التفريق في المعاملة بين الأبناء استنادا إلى التفرقة الخاطئة بين الزوجات. وترفض الدكتورة العيسى تعدد الزوجات إذا كان على طريقة “شهريار” المعروفة، بل تؤكد أنه لا يجوز شرعا أن يكون التعدد من أجل المتعة فقط، لأن الله لم يعط هذه الرخصة للرجل إلا لأسباب جليلة وراقية، فرسول الله “صلى الله عليه وسلم” لم يكن يتزوج إلا الأرامل، حتى يقوم بهن وبأولادهن، وليس للمتعة، وتقول: “تعدد الزوجات هدف إنساني سام، وليس لغاية شهوانية”. وعن ظاهرة الطلاق عند الشباب حديثي الزواج، تقول: “كثرة الطلاق ترجع إلى سببين: الأول اجتماعي والثاني اقتصادي، فالأول عندما لا يحسن الشاب اختيار شريكة حياته ويسرع لذات الجمال فقط، مع أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: (تنكح المرأة لأربع: مالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، أي افتقرت إن لم تفعل، ومن الناحية الاقتصادية نجد أن الشاب المتزوج حديثا يعجز عن توفير كافة متطلبات أسرته، وقد يكون ذلك لعدم وجود وظيفة ثابتة له، أو أن عمله لا يدر عليه عائدا يكفي الطلبات المستمرة، فتحدث الخلافات بسبب الفجوة التي تسببها ضآلة الراتب ومتطلبات المعيشة المرتفعة فيحدث الطلاق”.