العلم هو السلاح الوحيد للمواجهة أيا كانت، لذلك لم يفوت كبار السن في معظم مناطق السعودية لحظة في سبيل الحصول عليه رغم المصاعب والمتاعب والمشاغل التي يكابدونها على الدوام. والعلم هو الدافع الرئيسي لأكثر من 275 دارسا تحتضنهم حاليا مدارس محافظة صبيا التابعة لمنطقة جازان رغم الأحداث التي تعصف بالمنطقة الجنوبية بعد التسلل العابث، وذلك في حملة تنفذها وزارة التربية والتعليم لقهر الأمية وحصارها في جميع الأوساط والمجتمعات. وهؤلاء الدارسون يجدون كل الدعم والتشجيع والمتابعة، حيث قام إبراهيم الحازمي مدير التربية والتعليم بمحافظة صبيا المشرف العام على حملة التوعية ومحو الأمية بقطاع دفا آل تليد مساء أمس الأول بزيارة تفقدية لهم، اطلع خلالها على سير عمل الحملة والخدمات التي تقدمها للمواطنين واستمع لشرح مفصل عن مهام الحملة والواجبات المنوطة بالإدارة وغيرها من الجهات الأخرى. ووقف الحازمي خلال الزيارة على العديد من الفصول الدراسية والتقى الدارسين واطلع على مستوى التحصيل العلمي والمعرفي الذي حصلوا عليه في مجالات القراءة والكتابة وحفظ كتاب الله الكريم والرياضيات والعلوم وتعلم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، واستمع هو والحضور لنماذج من الدارسين الذين قدموا بعض ما تعلموه خلال الفترة الماضية من الحملة. وبين مدير تعليم صبيا أن الحملة تعد الثالثة التي تستهدف هذا القطاع في المنطقة، مشيرا إلى أن عدد المواقع التي تنفذ بها الحملة بآل تليد حاليا بلغت 19 موقعا يدرس بها 275 دارسا. واعتبر أحد الدارسين وهو عبده بن علي أنهم استفادوا كثيرا، فهم حاليا يعرفون الأحرف وبعض سور القرآن الكريم، ويقول: “الأمر يحتاج إلى قليل من الصبر والمتابعة، وعني شخصيا لم يقصر معي المعلمون وكذلك أولادي الذين يراجعون معي الدروس التي أعطى إياها، حتى تمكنت في زمن قياسي من حفظ جميع الأحرف وبعض قصار الصور، وأرى أني قطعت مشوارا جيدا، وآمل في الاستمرارية. أما محمد مهدي هزازي فيرى أنه يجد صعوبة كبيرة في الحفظ، لذلك يحتاج إلى وقت أطول للتعلم، ويضيف: “الدافع كبير في أن نعوض شيئا مما فاتنا، لكن مشاغل الدنيا تأخذنا من كل شيء، حتى من العلم”.. مشيرا إلى أن حالة سرحان يعيشها وبعض زملائه في الفصل الدراسي تؤثر في مستوياتهم، ويطلب من المعلمين الصبر فقط، فالقدرات متفاوتة فهناك من تلقى تعليما بسيطا في وقت سابق وهناك الجاهل، ولكنه أدرف بالقول: “العلم سلاح مهم، ونسعى من خلاله أن نعوض شيئا مما فات”.