أكدت هيئة حقوق الإنسان أن هامش الحرية الممنوح للمرأة السعودية في تزايد مستمر، وهو ما يحفظ لها حقوقها ويُؤمن لها حياة كريمة. وأشارت الهيئة في تقريرها السنوي المتعلق بشؤون المرأة إلى أن الكثير من النساء السعوديات يتمتعن باستقلالية تكتنفها الكرامة تحت مظلة اعتماد السعودية في حمايتها لحقوق الإنسان التي تنص على تطبيق الشريعة الإسلامية الداعية إلى حفظ حياة الإنسان وكرامته. ونوهت الهيئة بالنقلات المميزة للمرأة، وبالمساهمات النسائية في الكثير من المجالات التي أثبتن فيها قدرتهن على المشاركة في التنمية بمختلف أشكالها، وبأنهن على قدر عالٍ من المسؤولية. كما دعت إلى مزيد من الجهود لترسيخ حقوق المرأة وحماية مكتسباتها، مطالبة بالاهتمام بكل حقوقها المقررة لها في جميع الجهات، مشددة على أهمية الاستعانة بالمرأة لإدارة شؤونها الحياتية، داعية إلى إيجاد مزيد من الفرص العملية للمرأة في ظل تقدمها في المجالين العلمي والعملي. وأكدت (حقوق الإنسان) أن المرأة اكتسبت مراكز وتعيينات جديدة غير مسبوقة، فأصبح لها مشاركات فعّالة في الحوار الوطني من خلال عقد المنتديات والتدريب، ونشر ثقافة الحوار، كما صدر أخيرا قرار رائد بزيادة عدد المستشارات غير المتفرغات في مجلس الشورى من ست عضوات إلى 12 عضوة. وأشادت بالقفزات الكبيرة للمرأة من حيث تعيين عدد من النساء في وزارات ومرافق حكومية ومراكز مرموقة، مثل تعيين أول امرأة في مرتبة نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، وتعيين مديرة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات، وتعيين أول امرأة تشغل منصبا قياديا كمساعد لأمين جدة لشؤون تقنية المعلومات بالأمانة. كما استُحدثت أقسام للنساء في السلك العسكري، مثل الجوازات والسجون، وكذلك قسم نسائي في الدفاع المدني ومكافحة الحرائق. أما في مجال المحاماة فتشير الهيئة إلى أنه تم أخيرا تخريج أول دفعة متخصصة في القانون، من كلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود، وعددهن 49 طالبة. وتشير الهيئة إلى أن التقارير أفادت بأن عدد السجلات التجارية المملوكة للسعوديات خلال العام الماضي، بلغت 40 ألف سجل، أي بزيادة نحو 77 في المئة عن عام 2007، في حين بلغ حجم أرصدة النساء السعوديات 100 مليار ريال خلال 2007. وفتحت وزارة التجارة أقساما نسائية في الغرف التجارية لإلغاء الحاجة إلى الوكيل. وترى الهيئة أن ظهور سيدات الأعمال السعوديات في المحافل العالمية ممثلات لبلادهن تُعد خطوات مُشرّفة في تاريخ التنمية، كما بينت أن خادم الحرمين وجه بتضمين الميزانية برنامجا إضافيا للابتعاث الخارجي، ليصبح الابتعاث جزئية أساسية في منظومة التعليم، يهدف في مراحله الخمس إلى ابتعاث 25 ألفا من الطالبات، مما سيؤدي إلى تنمية وإعداد الموارد البشرية وتأهيلها بشكل كبير.