الفنان علي السبع أحد أهم فناني المرحلة الجارية، ومن أكثر الفنانين السعوديين انتشارا في الأعمال العربية سابقا والخليجية حاليا.. لديه إمكانات كبيرة تجلت في عدد من الأعمال، وفي التسعينيات الميلادية قدم مع فناني المنطقة الشرقية عددا من الأعمال التي لا ينساها الجمهور، وما لبث أن تحول هذا الحراك الفني إلى ركود مؤبد.. “شمس” التقت السبع، وتطرق إلى عدد من الأمور التي تهم الدراما والمشاهد السعودي، ومن أهمها منعهم من تصوير مسلسل (الشبح) في مدائن صالح. منعتم أخيرا من تصوير مسلسل (الشبح) في مدائن صالح.. فما الأسباب؟ دعني أخبرك في البداية أنه للمرة الأولى تبادر الدراما السعودية إلى التصوير في المواقع الأثرية، وهو أمر مهم لإبراز الإرث الحضاري للجزيرة العربية وللسعودية تحديدا، وما قام به فريق العمل كان شاقا ومتعبا، من خلال الانتقال برا إلى مدائن صالح، قاطعين ما يقارب ال 500 كيلو من جدة من أجل التصوير فيها، وللأسف لم نحصل على التصريح اللازم، وهيئة السياحة منعتنا من التصوير في المدائن، وأنا أسأل كيف يمكن أن ندعم السياحة ونحن لا يسمح لنا أن نصور هناك؟! الجمهور السعودي يهاجم الدراما بحجة الجرأة وتجاوز الخطوط الحمراء.. ما رأيك؟ الجمهور السعودي جمهور وفي وعنده انتماء لوطنه، وهذا دليل على غيرة الإنسان السعودي، ولكن يغيب عن بعضهم أن الدراما تعتمد على الخيال، والتضخيم والمبالغة في الشيء خوفا وتحذيرا من وقوعه. ما الذي تعنيه لك مسألة الجرأة في الطرح؟ عدم المساس بكرامة الآخرين وجرح مشاعرهم، والاقتراب بمهنية وفنية من بعض المناطق المحظورة، ومن ظن أن مسلسل (هوامير الصحراء) تجاوز الخطوط الحمراء، فهذا مجرد سيناريو الخيال وارد فيه، كما أن الواقع أمر وراد أيضا.. فلماذا نحمل الخيال ونترك الواقع؟ هل تكفي الجرأة لنجاح عمل درامي كما قدمتم في “الهوامير”؟ بوصفي متتبعا لما كتب عن “الهوامير” في استبيان آراء للجمهور في إحدى الصحف، اتضح لي حسب الحلقات أن الجمهور بين مؤيد ومعارض ومتفق ومنقسم. وبعد انتهاء كل حلقة كانت تأتيني اتصالات مختلفة من مناطق مختلفة من السعودية تبين تفاعل الناس. إذن العمل أثار جدلا ربما لن ينتهي مع انتهاء المسلسل. أما عن مسألة الجرأة في الطرح فإن ما قدمه (الهوامير) وازى ما قدمه (طاش) في السنوات الماضية وليس هذا العام من حيث الجرأة والاقتراب من المناطق غير المتناولة دراميا. ذكرت أن عملك مع سعاد عبدالله في (أم البنات) وسام فني..هل هذا تواضع أم هو مجاملة بين زملاء المهنة.. وخاصة أنك صاحب تجربة مخضرمة في الدراما المصرية والخليجية والمحلية؟ ليس تواضعا أو مجاملة، وإنما حقيقة استفدت الكثير من تجربة وقوفي الأول مع سعاد عبدالله وهي صاحبة العمل (المنتجة)، ولكن حضورها كان الأول في “اللوكيشن”، ولم تفرض نفسها على المخرج، كما تعلمنا أيضا من سعاد عبدالله أن نحب بعضنا كمجموعة، وهو ما ترجم على الشاشة وأحبه الناس، ومن يتعرف على سعاد عبدالله من قرب يعرف أن هذا ليس مجاملة. هل ستجتمعان مجددا من خلال عمل رمضاني قادم؟ انتظروني مجددا مع سعاد عبدالله، وسأشترك مع الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا في عمل رمضاني قادم، وأتمنى أن يتم بخير. لا يزال الجمهور السعودي يتذكرك في مسلسلات التسعينيات.. وشخصية (سعد المبرقش) وكلمته المشهورة “صدقني يا حنيف”.. عندما تتذكر هذه الشخصية ماذا تقول؟ أيام العصر الذهبي لتلفزيون الدمام عندما كنا نحب بعضنا، قبل أن يدخل ضعاف النفوس بيننا وهم قلة، ونحن نسأل أين هم من الساحة؟!، لأن الحسود والحقود جمعا هم الناس، وأضافاه إلى همهما، لذا أدعو تلفزيونات الرياضوالدماموجدة أن يستأنفوا إنتاجهم المحلي كما كان في السابق، من أجل ضخ دماء جديدة في الساحة الدرامية، وإمتاع الجمهور بالدراما الواقعية الصادقة والمعبرة عن كل إنسان حسب بيئته الاجتماعية، ومن يستطيع أن ينسى مسلسل (أصابع الزمن) لمحمد حمزة، و(عودة عصويد) لمحمد علي رحمة الله عليه، و(حامض حلو) في الشرقية. بعضهم يرى أنك أحيانا تلجأ للكم والمشاركة في مسلسلات كثيرة، ولكن على حساب الكيف ونوعية الظهور؟ ربما يحق لبعضهم فيما يقول، ولكنني رجل بطبعي خجول رغم أنني أظهر أحيانا في أدوار تمثيلية ك “القاسي”، وهي لا تعكس ما بداخلي، فعندما يطلب مني أحد الأصدقاء المشاركة في عمل درامي وأعتذر لأني مشغول، ويلح عليّ لا أستطيع أن أرده ثانية، و“حبة الخشم” تعني لي الكثير!. برزت في مصر خلال التسعينيات ومثلت باللهجة المصرية برفقة نجوم مثل سمير غانم وكمال الشناوي وفيفي عبده.. لماذا انقطعت عن الدراما المصرية؟ التجربة المصرية من سينما ومسرح وتلفزيون، استفدت منها كثيرا، وخاصة أننا لسنا خريجي معاهد فنية، وبالتالي الوقوف أمام هؤلاء أفادني فنيا واستثمرته في أعمالي الدرامية الخليجية، أما عن سبب الانقطاع هو أني التحقت بالموجة الدرامية الخليجية الصاعدة نهاية التسعينيات في مسلسل (الغضب) إنتاج تلفزيون الكويت. هل تفكر في الرجوع للمسلسلات المصرية ثانية؟ إذا عرض علي دور يستفزني فلم لا؟ فالفن ليس له وطن. هل يزعجك النقد؟ طالما قبلت أن أكون شخصية عامة، يجب علي احترام أي رأي سلبا أو إيجابا. بحكم تجربتك.. لو طلبت منك اختيار الفنان السعودي الأول في الكوميديا والتراجيديا فمن ستختار؟ ناصر القصبي بلا شك هو الكوميديان الأول في السعودية، كما أن النجم عبدالمحسن النمر هو الممثل الأول في التراجيديا.