ستبقى مباراة النصر مع الهلال، والتي انتهت في الخميس الماضي بفوز النصر بهدفين مقابل هدف في دوري زين للمحترفين في ذاكرة الكثير من المتابعين الرياضيين، وذلك لكون هذه المباراة غيرت كثيرا من الأمور العالقة في أذهان الرياضيين. ولعل العودة إلى تاريخ لقاءات الفريقين في فترة العصر في مسابقة الدوري تشير إلى كون آخر لقاء بين الفريقين كان عام 1415 في الدور الثاني من مسابقة الدوري وانتهى اللقاء بفوز النصر بهدفين مقابل هدف وسجل للنصر الهدف الأول عن طريق مدافعه عبدالعزيز المليفي والهدف الثاني سجله المهاجم كنيدي، وتكرر المشهد فسجل المدافع عبدالله القرني الهدف الأول وسجل المهاجم السهلاوي الهدف الثاني. هذه المباراة كسرت بعض الأمور الهامشية التي يرددها بعض هواة التاريخ والأرقام والإحصائيات وإعادة الفريقين إلى نقطة الصفر، بل لا أبالغ إذا ما قلت إنها جعلت النصر الآن صاحب التفوق في المراحل الأخيرة من لقاءات الديربي. لعل من أبرز هذه الأمور أن النصر غير قادر على هزيمة الهلال في مسابقة الدوري وأن النصر لا يفوز على الهلال بالتحكيم الأجنبي وأن النصر لا يفوز على الهلال، حينما يلعب معه سعد الحارثي وأن الهلال لا يخسر من النصر حينما يلعب له ياسر القحطاني. أما الآن فقد تحولت المعادلة لهواة التاريخ والإحصاء لمصلحة النصر ولا بد من متابعتها في كل لقاء؛ فالهلال لم يستطع الفوز على النصر في أربع مباريات متتالية، تعادل الفريقان في ثلاث مباريات، في كأس الأبطال مباراتان، وفي الدور الأول من دوري زين وفاز النصر في الدور الثاني. كما أن المهاجم السهلاوي سجل في الهلال أربعة أهداف في أربع مباريات وهو الذي لم ينضم للنصر سوى من أربعة أشهر فقط. كما أن ياسر القحطاني لعب أمام النصر خمس مباريات متتالية لم يستطع التسجيل في النصر بدءا من مباراة كأس ولي العهد في دور الأربعة بالموسم الماضي ومرورا بمباراتي كأس الأبطال وانتهاء بمباراتي دوري زين للمحترفين. النصر هزم الهلال وهو يلعب بمحترفين أجنبيين فقط، فيما الهلال كان يلعب بأربعة محترفين. هزم النصر الهلال والحكم والتاريخ والإحصاء والجغرافيا وقدم كرة جميلة ممتعة أسعدت كل عشاق الفن الجميل. كان لاعبو النصر نجوما داخل الملعب، لعبوا بروح عالية وقتالية ورجولية فيما تفرغ لاعبو الهلال وخاصة الجزار رادوي للضرب والرفس، فيما كان الحكم اليوناني ضعيفا ومتساهلا مع لاعبي الهلال ومتحاملا وظالما للاعبي النصر كعادة أغلب الحكام الأجانب الذين يحكمون مباريات النصر ولا أعلم ما السر في ذلك؟ وبمناسبة رادوي وإيقافه لمباراة واحدة لا أدري هل هذا الإيقاف من باب جبر الخواطر كما هو حال ضربة الجزاء الظالمة التي احتسبها الحكم في نهاية المباراة؟ فالمصارع رادوي يستحق الإيقاف لثلاث أو خمس مباريات وليس فقط لمباراة واحدة. ولكنها لجنة الرأفة بحال الهلال كالعادة.