“الحاجة أم الاختراع” حكمة سار على هداها أهالي منطقة الحدود الشمالية بعد استمرار انقطاع الجاز عن مدنهم في عرعر ورفحا وطريف؛ حيث استبدلوا بالدفايات العاملة بالجاز دفايات كهربائية؛ من خلال إجراء تحويرات معينة يقوم بها العاملون الفنيون في إصلاح الأدوات الكهربائية. ويقوم نموذج التغيير على تبديل فتيلة الجاز بقضيب مرن من (الهيتر) الذي يكتسب الحرارة ويشعها، باستخدام الطاقة الكهربائية. ويقول أحد العاملين في تغيير الدفايات ورفض ذكر اسمه؛ لمخالفة ما يقوم به لاشتراطات السلامة المدنية: إن سكان عرعر يزورون محله باستمرار “لتحويل الدفايات الجاز إلى كهربائية؛ لعدة عوامل أهمها استمرار انقطاع الجاز في فصل الشتاء، كما حصل في العام الماضي، حيث نفد القاز عن أغلبية المحطات بمنطقة الحدود الشمالية، وبما أن برد الشمال مخيف للغاية؛ لأن درجة الحرارة تصل أحيانا إلى 9 تحت الصفر، وهذا أمر لا يطاق. ومن الأمور التي تجبر المواطنين على تغيير نظام الدفايات الجاز إلى كهربائية، أن دفاية الجاز تخرج رائحة قوية تضر بالعيون وبالأنف وتسبب الحساسية، أما دفاية الكهرباء فهي أنيقة ومميزة ونظيفة ولا تسبب أي أضرار على الجسم”. ويقول المواطن أحمد الحازمي: “نعاني منذ سنوات استمرار انقطاع الجاز، ولا توجد لدينا وسائل تدفئة حديثة سوى المعتمدة على المصادر الكهربائية، رغم انقطاع الكهرباء أيضا من حين لآخر”. ويقول المواطن عبدالله الشمري: “البحث عن الجاز كان مأساة يعانيها سكان الشمال؛ إذ نتنقل من محطة لأخرى على طول الطرق البرية بحثا عن أي كمية، ولكن الآن لم يعد الأمر مهما، فقد استبدلنا بدفايات الجاز دفايات كهربائية، ونحن نخاف الآن من انقطاعات الكهرباء، ولم يعد يهمنا توافر الجاز من عدمه”. وسرت تحذيرات في الأوساط الاجتماعية هناك من خطورة القيام بهذا التبديل شخصيا، وضرورة أخذ المدفأة إلى فني كهرباء كي يتمكن من تحويلها دون مخاطر.