"يا أستاذ متى يعود أحمد؟.. هل مات في السيل مع أسرته أم لا؟.. اشتقنا له كثيرا.. فهل هناك أمل؟".. هذه تساؤلات أصدقاء وزملاء أحمد قيراط التي تتردد بشكل يومي بين طلاب متوسطة ذي النورين لتحفيظ القرآن بمحافظة جدة.. ولكن لا إجابة حاضرة عنها حتى اللحظة. يقول خالد شجاع وكيل المدرسة: إن أحمد كان يتمتع بخلق طيب ومحبوب من معلميه وزملائه، وكان حافظا ل 15 جزءا من القرآن الكريم، وعندما سمعنا بفقده انتابنا حزن وألم كبيران، ونسأل الله أن تكلل جهود البحث والإنقاذ عنه بالنجاح"، وعن شعورهم بعد تلقيهم الخبر أجاب: "في أول يوم دراسي انتاب المدرسة الحزن بكل طواقمها، ولم يكن لنا في ذلك اليوم إلا الترحم عليه، وفي أول حصة دخلنا على الطلاب، وكان وضعهم مأساويا فأخذنا نهدئهم، ونطلب منهم الدعاء له، وقامت هيئة المدرسة بزيارة أقاربه وتقديم واجب العزاء والمواساة لهم، وأضاف: "لا يزال أغلب الطلاب يسألون عن زميلهم هل لا يزال حيا؟.. وهل سيعود مجددا؟. وهذه الأسئلة المتكررة تشعرنا بالحزن وتذكرنا بمكانة قيراط بيننا". خالد حسن جابر معلم في مدرسة أحمد يقول: "صدمت عندما سمعت بالخبر وحزنت لفراق طالب من طلابي المتميزين خلقيا وعلميا، فقد ترك برحيله فراغا كبيرا في المدرسة، ولا يزال زملاؤه محتفظين بصورته، بل إن بعضهم يقول إنه ذهب إلى المناطق المنكوبة للبحث عنه".. ويضيف: "أحمد كان من عائلة محافظة جدا، ومن القصص المؤثرة التي حصلت لهم أن والدته رحمها الله كانت داعية إسلامية، وألقت محاضرة في مسجد الثنيان قبل وفاتها بيومين، وكانت تتحدث عن غسل الأموات، ومازحت حينها المغسلات بقولها: "أتمنى لو انتقلت إلى رحمة الله أن تغسلنني، وكانت إرادة الله أنهن غسلن جثة السيدة سناء كما تمنت". فهد الحارثي زميل أحمد في المدرسة وأحد جيرانه يقول: "صليت المغرب مع أحمد وذكر لي أنهم سيذهبون لتوصيل أمهم إلى الحملة التي ستحج معها، وأنه سيعود ونتقابل مرة أخرى وافترقنا على هذا الأساس، وانتظرت قدومه، ولكنه تأخر ولم أكن أعلم أنه لن يأتي مرة أخرى، وعندما سمعت بالخبر انهرت ولم أصدق فاتصلت على جواله، وكان مقفلا ثم ذهبت إلى منزله وأخذت أبحث عنه لكن دون جدوى". وليد الصحافي من زملائه يضيف: " تلقيت الخبر من بريد أحمد الإلكتروني وكان ابن خاله قد أرسله لي ولجميع من هم مسجلون لديه، وانخرطت في موجة بكاء شديدة لفقدي واحدا من أعز أصدقائي". ويضيف عبدالرحمن باطهف: "ما زلت أحتفظ بصورة أحمد وأحرص على أن تكون معي دائما خاصة في المدرسة؛ لأني أشعر بأن أحمد سيعود ويجلس معنا في الفصل" (قالها باكيا). أحمد الحربي وعبد الرحمن المطيري وناصر السبيعي من زملاء أحمد اتفقوا على أن يتركوا مكانه خاليا لحين عودته سالما أو سماع خبر العثور عليه وانتقاله إلى رحمة الله.