من الأشياء التي ينفرد بها معظم السياح السعوديين في الخارج: هو أنهم لا يقضون كثير وقت في المعارض الفنية، والمتاحف، ولطالما سمعت انتقاد بعضهم واستغرابه من تجمهر السياح الأجانب وقتا طويلا أمام تحفة فنية، أو لوحة تشكيلية.. بينما لا تستحق بزعمهم سوى نظرة على (الطاير!). وحين تفتيشي عن سبب مقنع لم أجد مبررا أرتضيه سوى تهميش تعليمنا للفنون الجميلة، حتى الأصوات التي ارتفعت مطالبة بتطوير التعليم سكتت عن الفنون، فلم تطالب على الأقل بتفعيلها! لذا ظلت على حالها، فحصص الفنية على سبيل المثال ليست إلا أشواطا إضافية للمعلمين المتأخرين في مناهجهم، والأدب بأنواعه اختزل في نصوص محنطة منذ العصور الغابرة، لذا تجد الطلاب يتعاملون معها بطريقة (Copy Paste) من أجل النجاح فقط. وهذا الواقع يدعو القائمين على المناهج إلى أن يلتفتوا إلى الفنون التي همشت طويلا على أهميتها، فإذا كانت مواد الدين تشبع الجانب الروحاني في الطالب، والرياضة تشبع الجانب الجسدي، وبقية المواد تشبع الجانب العقلي، فإن الفنون الجميلة من رسم، وشعر، ونحت.. دورها إشباع الجانب العاطفي، ذلك الجانب الذي يرتقي بذائقة الطالب، ويهذب سلوكه، وبدون إشباع هذا الجانب يصاب الإنسان بتصحر العاطفة، وجلافة في الطباع.