يمكن لرأس السنة أن يمر كأي يوم من أيام الأسبوع لو لم يكن هناك تقاطع مع الثقافة الغربية التي تجعل منه مناسبة للفرح الهستيري، وتنظيم المناسبات والاحتفالات التي تنسجم مع معطيات تلك الثقافة، سواء بأبعادها الاجتماعية أو الدينية. قد تختلف الآراء أو تلتقي حول أهمية ومعنى الاحتفال بهذا اليوم، ولكن المؤكد أن ذلك ليس من ثقافتنا أو أعرافنا أو تقاليدنا، وفي الواقع ليس هناك ما يغري بالاحتفال بهذا اليوم تحديدا، طالما أن ثقافة الفرح عميقة في الوجدان الاجتماعي، وليس بالضرورة استثارتها بمجاراة الغرب الذي يحتفل بحافز ديني من صميم التقاليد المسيحية، التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي. وناسة وطرب هناك تأييد للاحتفال باليوم المفصلي بعد طي عام واستقبال آخر، وذلك ما تؤكده «إنصاف»، 26 سنة، بقولها: «ليس هناك من يقول: لا، للطرب أو الوناسة والضحك، أنا من المؤيدين للاحتفالات بأي شكل كان، وأهم شيء الوناسة والرقص والاستهبال، ولا أحد يأخذ معه الدنيا، فنحن سنذهب ونتركها». أما «الجوري»، 20 سنة، مطربة فرقة غنائية، فتقول: «طبعاَ أوقفنا الحجوزات ليومي الخميس والجمعة، ومتفرغين لأنفسنا ووناستنا فقط، وسيكون لنا حفلان من النوع الفاخر يومي الخميس والجمعة، برفقة مجموعة من الفنانات (الطقاقات) وذلك نوع من الترفيه وتغيير الجو، كما أنه من الجميل أن نحتفل بعام جديد وسعيد على الكل». وتقول «سميرة»، 22 سنة و «سعاد»، 25 سنة، موظفة،: «نحب السهرات والاحتفالات التي مثل هذه، وبصراحة هذه المناسبة لا يمكن تفويتها، وهي بالسنة مرة، وليست في اليوم مرة، وشيء جميل أن نغير جوا ونأنس، فالدنيا فانية نعيشها واليوم لنا وغدا لغيرنا». السوق يستعيد نشاطه وقال محمد مقبل حسن الغالي، صاحب محل لبيع الورود: «إن نسبة الإقبال تشهد موجة ارتفاع منذ أسبوعين، خصوصا في فئة النساء، وتقدر بنسبة 30 في المئة» بينما خلال اليومين الماضيين ارتفع عدد الزبائن لديه في المحل لتصل نسبة المبيعات في الورود ومعالم الاحتفاء بهذا العيد نحو 45 في المئة. وأضاف: «إن الطلب دائما يكثر على طباعة المخطوطات الجلدية الصغيرة والمزخرفة، التي تجاوزت أسعارها ال 30 ريالا، وكذلك الكروت، وتكون الهدايا في الغالب ما بين الأزواج، ». وأشار إلى أن هذه الفترة تعد بالنسبة إليهم مربحة قياسا بباقي أعياد السنة، خصوصا في مبيعات الورود بشتى أنواعها، بالإضافة الى أشجار الصنوبر بمقاساتها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وتتراوح أسعارها بين 200 إلى400 ريال.ويقول أبو منصور، بائع بمحل الملابس الجاهزة: «جاءت هذه المناسبة في وقت كان السوق نائما، والإقبال ممتاز جدا ونشط، ولم أكن أعلم السبب الذي جعل السوق يتحرك بهذا الشكل إلا وجاري بالمحل المجاور يقول: بمناسبة العام الجديد والاحتفالات، وسنتجاوز خسارتنا إن شاء الله». رفض للاحتفال من جانب آخر، ترفض فوزية الهزازي، 22 سنة هذه الاحتفالية، بقولها: «لا أفضل ذلك أبدا، وهذا يعد كعيد ميلاد لأنه حرام وتقليد للغرب، ولن أؤيد الاجتماعات والاحتفالات لمثل هذه الأمور، وليس من المهم أن نحتفل بهذه المناسبة، ففي آخر السنة لا نعرف كيف سيكون مصيرنا به حياة أم ممات». وتؤكد «أم تركي» 28 سنة، متزوجة وأم لطفلين، رفضها للاحتفال بقولها: «لا أحب الاحتفالات بمثل هذه المناسبة، وأفضل أن أكون في بيتي، وأكتفي أن أهنئ أهلي وأصدقائي، وأدعو لهم بالصحة والعافية، وأن تكون سنة مباركة عليهم، وأن يعطينا الله خيرها ويكفينا شرها». أما «أم سها»، 24 سنة، متزوجة وأم لطفلتين، فتقول: «بصراحة أحب الضحك والوناسة والتجمعات، ولكن لكل شخص وضعه الخاص، وأتمنى أن أحتفل بمثل هذه المناسبة، ولكن زوجي يرفضها وبشدة، ولا يحب كل هذه الأمور وتقول خديجة العسيري، 21 سنة، موظفة: «ليس من الضروري أن أحتفل بالعام الجديد، وإن كنت من النوع الذي يحب الاحتفالات و (الهيصة) والطرب، ولكن في السنة الجديدة لا، وليس من الضروري أن أحتفل بها». الهيئة تتحسّب من جانب آخر، كثفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الطائف جولاتها خلال الأيام القليلة الماضية على الأسواق ومحال بيع الورود والمنتزهات، تحسبا لاحتفالات هذا العيد المحرم. وذكر مصدر بالهيئة أنهم يقومون بمنع أي معالم تدعو لذلك العيد، وأضاف: «تقوم الهيئة بتكثيف دورياتها على الأسواق ومحال بيع الورود، وكذلك منع أي احتفاء معد للعيد».