لا أحد ينكر أن رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي يحمل رغبة صادقة بتغيير واقع فريق النصر، وهي ليست رغبة مجردة بل رغبة مقرونة بالبذل والعطاء والتحرك في كل الاتجاهات للبحث عن حلول تخرج النصر من منطقة الأداء الباهت إلى فضاءات مغمورة بالتجلي والإبهار، ولكن النتائج لم تكن منصفة لكل هذا الجهد والبذل.. النتائج لا تملك عاطفة أو مواقف مبنية على حسابات شخصية بل إنها في نسقها العام عبارة عن معطيات منطقية لنوعية العمل وقيمته وجوهره، فالعمل المبني على أسس واعية لا بد أن تنصفه النتائج، أما المبني على اجتهادات مهما كان حجمها وحماسها فبكل تأكيد فإن النتائج لن تتعاطف معه.. من المبكر محاكمة العمل في فريق النصر قياسا بالواقع والمأمول ولكن الاختباء خلف الأعذار الجاهزة وعدم مواجهة الواقع قد يأتي بنتائج هادمة لكل الأحلام الجميلة التي لا تزال تسكن مخيلة جماهير الشمس.. أتفهم أن بيئة النصر بيئة متوترة نتيجة عدة اعتبارات ولكن هذه البيئة ليست جديدة ولا يمكن إلغاؤها من الواقع النصراوي، ولكن يمكن تحييدها أو التعامل معها على أنها قدر من أقدار النصر؛ لذلك أتمنى من أمير النصر الشاب ألا يسمح بأن تعلق على هذه الأقدار كل الأخطاء بل يجب أن تتم مراجعة الواقع مراجعة خالية من التعاطف مع الذات أو مع فريق العمل، وذلك عبر طرح أسئلة كاشفة تتناول كل معطيات المرحلة السابقة والمتعلقة بالتخطيط للموسم والإعداد والأجهزة التدريبية والإدارية وعمليات الاستقطاب للاعبين الأجانب والمحليين من حيث القيمة والحاجة.. في النصر خلل ظالم لطموحات رئيسه الشاب، فالنتائج لم تتماس مع الحد الأدنى من طموحاته وطموحات جماهير الشمس المتراصة خلف رئيسها، ولكن هذه النتائج غير المبهجة يجب ألا تهد من عزيمة (خيار النصراويين) أو أن تحرك قناعات مدرج الشمس بأن سمو الرئيس هو رجل المرحلة خصوصا أن هناك متغيرات مقدرة في الواقع النصراوي يمكن البناء عليها مع تصحيح بعض المسارات العملية غير الموفقة.. من أهم المتغيرات الثمينة هي الرغبة الحقيقية لدى الرئيس في تغيير الواقع النصراوي والبدء في ذلك باستقطابات محلية موفقة كالزيلعي والقرني وسعود حمود مع منح الصاعدين من درجة الشباب فرصة المشاركة في منافسات الموسم، وهي شجاعة تحسب للإدارة الحالية.. في النصر أرضية رحبة لإقامة معمار فني عليها ولكنها تحتاج إلى مدرب كبير مع إعادة هيكلة الجهاز الإداري على أن يعاد النظر في التعاقدات الأجنبية وفق حاجة الفريق، مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات في هذا الشأن بناء على ما قدمته الأسماء الشابة خلال الفترة الماضية.