يعيش كثير من المشاهدين حالة انفعالية استثنائية مع ما يشاهدونه خلف الشاشة الفضية، وترتفع وتيرة العواطف لديهم إيجابا وسلبا عبر ما تبثه من مسلسلات وأخبار، وبرامج.. كثير من الأعمال العربية والمدبلجة عرفت السر ونقاط الضعف لدى المشاهد المحلي، وركزت في طرحها على قصص المعاناة والألم والفراق، حتى أصبح رؤية كثير من الأشخاص تسيل دموعهم، وهم يتابعون مسلسلا تركيا مدبلجا أو خليجيا بكائيا خلال ساعة من العرض أو أقل منظرا مألوفا لدى الكثير، ودائما ما نسمع أن “المسلسل الفلاني يبكّي”، وأن مشاهدة مسلسل لكاتبة مثل القطرية وداد الكواري هو مجرد دعوة للبكاء والنحيب. عن هذه الحالات التي تنتاب المشاهدين عند تفاعلهم مع الأحداث الدرامية تحدثت في البداية وجيهة محمد (معلمة) وقالت: “أحيانا يكون الإنسان مر بالموقف نفسه؛ فيبدأ استرجاعا للذاكرة؛ فتجده أن من الطبيعي تفاعله مع المشهد ويبكي وتنهمر دموعه لا شعوريا”. فيما ترى فاطمة الدالوي أن الآلام التي يمر بها الإنسان والكبت في شتى شؤون الحياة وقلة وسائل الترفيه بالنسبة إلى النساء هي أهم أسباب انفلات العواطف أمام الشاشة؛ فأي موسيقى حزينة مع مشاهد مؤلمة تؤثر كثيرا في أحاسيس المرأة؛ فتجدها تضطر إلى البكاء. من جهته أكد جعفر الثابت أن هذه الحالة عادية جدا، ولا تعد مرضا نفسيا، واستشهد بقصص البطولات التي كانت تروى في الماضي وكانت تصيب الناس بالحماس، وبعضها يسبب نوبات بكاء، وقال: “الانفعال موجود سواء بحضور وسائل الإعلام أو في غيابها”، وأضاف: “المسلسل هو قصة بدلا من روايتها، أصبحت مصورة، وهناك موسيقى تصويرية تشد أعصاب المشاهد”. من جانبه استشهد طالب الملا بمسلسل خليجي كانت آخر حلقة فيه موت طفل في حادث؛ فكان موقفا مؤلما جدا بالنسبة إليه. وذكر أن الكل في بيتهم بكى لهذا الموقف، وهلت دموعهم، وكأنهم يعيشون الحدث لحظيا.