نعلم جيدا أن سالم الهندي رئيس شركة روتانا للصوتيات، يمر هذه الفترة بمرحلة مهمة من خلال فلترة قائمة فناني الشركة، ووجد نفسه أمام مواقف حرجة معهم، لكن العمل الإداري يتطلب الشجاعة في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الشركة أولا بعيدا عن العلاقات الشخصية. ونعلم أيضا أنه من رجال روتانا المخلصين في عملهم، وما قدمه من منجزات جعلت اسم روتانا صرحا فنيا وإعلاميا على أعلى المستويات، وندرك تماما أنه قدم تضحيات مقابل عمله، لعل أهمها حياته الخاصة وابتعاده عن أسرته وهو حق مشروع أن يفرغ وقته لهم. ونحترم فيه هدوءه المعتاد في مواجهة الإعلام متى ما وجد نفسه في مرماهم، مستغلا هذا (الكارت) حسب ما يراه من وجهة نظره، فهو لا ينظر للخسارة من هذا الجانب مثلما يركز على سياسة الاحتواء التي يجيدها بمهارة، ويطبقها على الطرف الآخر بدهاء لدرجة أنه يمنحك شعورا بأنك مقرب له. لكن المشكلة التي قد يواجهها بعض المختلفين معه في الرأي هي سياسة التهميش، وحصر الموضوع في إطار (الشخصنة) وهذه من الأمور السلبية التي يعمل بها عادة مع بعض الصحافيين السعوديين على عكس بعض الأشقاء من الصحافة العربية، وقد يكون لجهله للوضع الراهن للعمل الصحافي، حيث أصبح لدينا هامش كبير من الحرية في الطرح عبر المواضيع التي تحمل إما انطباعا خاصا بالكاتب أو نقدا أو حتى رأيا مباشرا يوجه لأي مسؤول بشكل مهني من دون المساس بحياته الخاصة. ما نطالب به دائما هي الشفافية والمصداقية في التعاون فيما بيننا، فهناك شراكة بين الإعلام وروتانا كجهة إنتاجية وإعلامية، فما يهمنا هو مستقبل الفنان السعودي فيها، ومتابعة نشاطه لأنه يعد وزارة إعلام متنقلة يحمل رسالة ثقافية وأدبية يجوب بها العالم لتعريف المتلقي بموروثات بلده من خلال موهبته، سواء كانت صوتا أو لحنا أو شعرا. ما نفقده في قطاع الصوتيات الذي يرأسه سالم الهندي الشفافية والمصداقية، هناك تعتيم على حجم مبيعات الفنان، وهي سياسة جلبت المشكلات لروتانا مع الفنانين الذين تم التخلي عنهم، وأثبتت فشلها، ولا نريد قيمة العقود التي تبرم مع الفنان، ما نريده مبيعات كل فنان حتى يتسنى للجميع معرفة الخط الموسيقي الذي يقدمه كل فنان من خلال إنتاجه الغنائي لأن المدارس الغنائية تمر بمراحل مختلفة في التوجهات، وتغيير خريطة الأغنية وأذن المستمع، فهل سيغير سالم الهندي من هذه السياسة؟ أم سيواصل تهميشه كما هي عادته مع مثل هذه الأطروحات؟