كنا ننكت على كثير من الدول اللي ما كان لهم شغل ولا مشغله غير النكت وتضبيط الذبات على خلق الله، والحين صرنا اكثر منهم، صرنا شعب يفهم بكل شي، ويفتي بكل شي، ولا عاد عندنا غير البربرة والحكي والا فعل ماش ما عندك أحد، تستغرب وينفجر مخك، انك ممكن تقابل دكتور فيزياء عندنا ما غير يهذر على غير فايدة وتلاقي اكثر حكيه في السياسة وانه اكثر واحد يفهم بالسياسية، لحقنا ببعض الدول العربية اللي كنا نتطنز عليهم ونعتبرهم ناس فاضين عقولهم فاضية صرنا اكثر منهم ودحدرنا دحدرة الله يستر منها، قبل السعوديين يستحون يفتون بشي ما عندهم خلفية عنه، يستحون من كثر الحكي بشي ما يفهمون فيه، وكان الرجال قبل ينقدون على الشخص اللي ما له شغله ولا عمله غير الحكي والمهايط، وكنا نعتبر الحكي من تخصص الحريم والا الرجال يفعلون ما يحكون، الحين صار رجالنا ينافسون حريمنا على قعدات الضحى والبربرة، صار مرض المفهومية زي انفلونزا الطيور، كل ما نقول خلصنا منه يطلع لنا من ثاني، صرنا كلنا ابو العريفات، وصار الكل يقدر يقول أي شي ويدعي معرفته بأي شي، ولا صاب هالمرض أي شعب ادع على التطور عنده بالرحمة واعرف ان نهايته راح تطلع فشوش، زمن ما عاد ينعرف له راسه من ذيل، الله يستر علينا من نهايته!