تعطي مباراة الاتحاد والأهلي الدورية (ديربي) جدة التي انتهت بفوز (تاريخي) مستحق للنمور ما تبقي من حق لصالح أنصار الحكم الأجنبي في الملاعب السعودية، المتمسكين باستمرار إدارته للمباريات التي تجمع الفرق السعودية في دوري زين للمحترفين، والمسابقات الأخرى أيضا، وليس ذلك فقط في مباريات التنافس التقليدي (الديربيات) ولا مواجهات الكلاسيكو ولا حتى المباريات المتكافئة فحسب وإنما تجاوز ذلك إلى معظم المباريات الأخرى التي فيها تنافس وتُقام بين فريقين متقاربين في المستوى.. المباراة تؤكد أيضا من جديد نظرية أن الاستعانة بالحكم الأجنبي ليس من أجل وقف الأخطاء التحكيمية التي يقع فيها الحكام، والتي يعرف الجميع أنها جزء من اللعبة، ولا يوجد حكم لايخطئ، ولذلك تخرج النظرية التحكيمية (أفضل الحكام أقلهم أخطاء) الاستعانة بالحكام الأجانب إنما تأتي لوقف (تبعات) الأخطاء وما تخلفه وما يمكن أن ينتج منها من آثار في صعيد المدرجات، وتصريحات المسؤولين النارية وتحليلات الإعلام وتنظيراته وتأويلات وتفسيرات الأخطاء عندما تحدث من الحكام السعوديين، بسبب (الخلفيات) المسبقة المعروفة عنهم، وبسبب المواقف أو الأخطاء السابقة التي صدرت من بعضهم، وأيضا بسبب ما يظهر من (تأثر) الحكام بما يتردد وما يُكتب عنهم قبل المباريات وما ينتج من (تأثير) حقيقي في الكثيرين منهم بالاتهامات الاستباقية والتصريحات الصحافية والتي وصلت إلى درجة الرفض المعلن من قِبل بعضهم أن يحكم مباريات فريقها حكم معروف عنه مسبقا ميوله للنادي نفسه، وأصبح بالتالي الحكم الذي له ميول المنافسين مرفوضا، والحكم الذي له ميول للفريق نفسه مرفوضا. على رغم ما حملته من أحداث ساخنة، وأخطاء كبيرة ومؤثرة إلا أن مباراة الديربي كانت (هادئة) بين اللاعبين، وكانت ساكنة بعد صافرة النهاية ولم تشهد تصريحات ساخنة أو احتجاجات انفعالية، أو بيانات رافضة واتهامات معلبة، ورضي كل فريق بأخطاء الحكم وانصرف إلى لاعبيه وأخطائه وبالتالي (عدت بسلام).. وتصور أن مباراة تجمع بين الاتحاد والأهلي وتحدث فيها الأخطاء (المؤثرة) التي وقع فيها الحكم البلجيكي ورصدها بعض المحللين لأخطاء التحكيم (وإن كان لي تحفظ على بعضهم لتضخيمهم أخطاء الحكام الأجانب لأسباب غير خافية)، وهذه الأخطاء هي تجاهل ثلاث ركلات جزاء، وتغافل عن احتساب حتى خطأ لحالة سقوط حارس المرمى وفقدانه الوعي للحظات، وطرد مهاجم أحد الفريقين بإشارة من الخارج (الحكم الرابع) ومن ثم انتهاء المباراة بفوز أحد الفريقين، وكانت المباراة تحت إدارة طاقم محلي.. تخيل ماذا كان يحدث؟! الأكيد أن جدة ربما تترك لذلك بعد المباراة الحديث عن سيل الأربعاء وتتحول إلى الحديث عن (سيل الاتحاد والأهلي)! شفرة (على قدر زيتو سرجلو)