عاودت مدارس جده نشاطها أمس على استحياء، حيث سجلت حضورا ضعيفا للطلاب والطالبات تحسبا لنزول أمطار بحسب ما تناقلته مصلحة الأرصاد. وتشير عينة من إحصاءات غياب المدارس بأنحاء مختلفة من جدة (تتبع مختلف مكاتب التربية والتعليم بها) إلى تفاوت نسب الغياب وتراوحها بين 5 و 30 في المئة. وذكر بيان صادر عن إدارة التربية والتعليم أن نسبة الحضور قاربت 85 في المئة، أما المعلمون فلم يسجل غياب يذكر بأوساطهم، كما يقول البيان، وذلك ما أكده ل “شمس” عدد من مديري المدارس. ومن جانب آخر، عبر عدد من مديري المدارس وأولياء الأمور عن وجود غياب لعدد من الطلاب. ويقول سعيد الزهراني مدير إحدى المدارس بغرب بجدة: “كان حضور الطلاب أمس ضعيفا جدا، وعدد الطلاب الذين حضروا للمدرسة لا يتجاوز 40 في المئة، ونجد العذر للطلاب في عدم حضورهم بسبب الفاجعة التي شاهدوها بمدينة جدة، وعدم ثبات الطقس، أضف إلى ذلك هطول الأمطار يومي الجمعة والسبت، وتحذيرات الدفاع المدني المتكررة، مع العلم أن مدرستنا تقع بعيدا عن المناطق المتضررة، ولكن الخوف والحزن مشترك بين أهالي جدة”. علي الصحبي، معلم بالمرحلة الثانوية بشرق جدة، يقول: “إن حضور الطلاب لا يكاد يذكر، خاصة أن موقع مدرستنا قريب من الأماكن المتضررة، وقريب من بحيرة المسك، فنسبة الغياب تصل إلى 75 في المئة، فالطلاب وأولياء أمورهم لا يزالون يعانون أثر صدمة الأربعاء”. فايز حجي من سكان حي الشرفية يقول: “لي من الأبناء خمسة من ذكور وإناث، وأمرتهم جميعا بالغياب أول يومين على الأقل، لكي تتضح الرؤية لنا في تقلبات الجو هذه الأيام، فحياة أبنائنا ليست رخيصة لدينا، حتى لو اضطررنا إلى تأجيلهم هذه السنة للسنة المقبلة، العام الدراسي الجاري عام سيئ، فبعد ظهور مرض إنفلونزا الخنازير وما صاحبه من تحذيرات وخوف وهلع، جاءت سيول الأربعاء، وأتمنى من الله أن نتجاوز هذه المرحلة بسلام”. ميسر العباسي من سكان حي الصفا يقول: “كنت أنوي إرسال أبنائي إلى المدارس في أول يوم، ولكن أتتني رسالة تحذيرية من الدفاع المدني مفادها باحتمال انفجار بحيرة المسك، وعلى جميع المواطنين توخي الحذر والحيطة، هذا الأمر جعلني أتريث قليلا، وأتمنى من الجهات المختصة توضيح جميع الأمور المتعلقة بالسيول والبحيرة، وعدم الاكتفاء بالتحذيرات، بل يجب إعلان طرق الوقاية والسلامة والاحترازات التي تقوم بعملها”. من جهة أخرى، قال عبدالله الثقفي المدير العام للتربية والتعليم: إن نسبة حضور الطلاب بلغت 85 في المئة، مبينا أن هذه النسبة معقولة في ظل الظروف المناخية وتخوف بعض الأهالي من التقلبات الجوية الحاصلة، وأكد الثقفي أن مدارس حي قويزة والأحياء المجاورة له التي تضررت من السيول، عولجت أوضاعها، باستثناء خمس مدارس لحقتها أضرار بالغة وتم إيجاد مدارس بديلة لها في الأحياء المجاورة، مشيرا إلى دور مديري المدارس والمعلمين في التوعية بمخاطر السيول وطرق الإخلاء في حال حصول مكروه. وشددت إدارة تعليم جدة على ضرورة وضع خطة للإخلاء والطوارئ في حالة حصول السيول والأمطار والكوارث الطبيعية، حيث منحت الإدارة الصلاحية كاملة لمديري المدارس للتعامل مع الظروف المناخية بمرونة تامة، وبالمسؤولية التي يقتضيها الظرف.