بدأت أعداد كبيرة من المتضررين من الأمطار والسيول، تتوافد على مركز الدفاع المدني الذي خصص لتقديم المساعدات، الأمر الذي أدى إلى تأخر إنجاز بعض المعاملات وبعض الظواهر السالبة، ومنها محاولة البعض الحصول على أكثر من الحصص المقررة لهم من المساعدات الغذائية. وقال أحد العاملين في المركز: “إن أعدادا كبيرة من المواطنين راجعت المركز، وسيتم اليوم تشكيل لجنة لدراسة أوضاعهم”، مشيرا إلى أن المركز يستقبل كل طلبات المتضررين، مَن فُقدت منازلهم وسياراتهم وأغنامهم. وقال: “سيتم جمع كل السيارات المتضررة في حوش أعدته إدارة المرور بالتعاون مع شركات التأمين؛ لدراسة أوضاع ملاك تلك السيارات”. في انتظار المأوى أحد المتضررين، في العقد السادس، كان ينتظر بالمركز مع زوجته؛ لإكمال معاملتهما بعد أن داهمت السيول منزلهما، بينما كان في زيارة لأحد أقاربهما.. وقال: “اتصل بي جيراني وأبلغوني بأن منزلي محاصر بالمياه ولا يمكنني الدخول إليه، لكني حاولت، وبالفعل لم أستطع.. وأنا الآن أقيم مع أقاربي حتى أجد مكانا يؤوينا”. وذكر محمد المطيري، الذي انتظر أكثر من خمس ساعات، أنه فوجئ بأن المسؤول عن استلام الطلبات أضاع أوراقه وطلب منه إعادة المعاملة من جديد.. وهذا ما سيستغرق وقتا لإنجازها. أما محمد البيشي، فقال: “خرجت للتنزه مع أسرتي وحين عدنا وجدنا سقف المنزل سقط بالكامل، ولم نخرج بأكثر من ملابسنا التي كنا نرتديها قبل الكارثة”. مشيرا إلى أنه قدم أوراقه أمس للمركز، وحتى اللحظة لم يتسلم شيئا؛ لذلك فهم يقضون يومهم في سيارته الكبيرة. مستغلو الكارثة أما الشقق المفروشة والفنادق فبدأت في استغلال الوضع ورفعت من سقف أسعارها بشكل كبير.. وذكر رمضان الزهراني، الذي يعول سبعة أفراد، أنه بحث عن شقة مفروشة، لكن كانت الأسعار خيالية؛ فغالبية تلك الشقق رفعت أسعارها من مئة ريال لليلة الواحدة إلى 300 ريال، وهذا ما دفعه إلى الانتظار حتى تنجز معاملته هنا ليذهب للإقامة على نفقة الدولة. وأشار طلال العلياني إلى أن غالبية الشقق المفروشة ترفض خطابات الإسكان الموقعة من الدفاع المدني، وقال: “عندما نسألهم في البداية عن وجود أماكن فارغة يقولون نعم، وعندما نبرز لهم خطاب الدفاع المدني يتراجعون ويقولون العدد مكتمل”.