بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إخواني ضيوف الرحمن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أهنئكم بعيد الأضحى المبارك، وأتمنى لكم حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا، وكل عام وأنتم بخير، ونحمد الله الذي سهل عليكم جميعا القيام بهذه الفريضة المباركة، في أجواء روحية، حيث لا رفث ولا فسوق، ولا جدال في الحج. لقد جسدت هذه الشعيرة العظيمة معاني الأخوة الإسلامية، وأزالت الفوارق بين أبناء الدين الواحد، يقول تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير). أيها الإخوة الأعزاء: إن من أعظم الأمور وأحبها إلى القلب تأمل وفود الرحمن وهم يتنقلون بين المشاعر المقدسة، في صور إيمانية تجدد الأمل، بأن هذه الأمة لا تزال بخير، وأنها متمسكة بالنهج القويم، والوسطية والاعتدال، امتثالا لقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا). أيها الإخوة الكرام: لقد هيأت المملكة العربية السعودية بفضل الله عليها كل ما تستطيع لخدمة ضيوف الرحمن، وهي قادرة بما مكنها الله على تحقيق أمن الحجاج، وردع كل من تسول له نفسه المساس بعبادتهم وأمنهم. أخيرا أوصيكم ونفسي باغتنام هذه الأيام المباركة، وتذكروا قول الحق تعالى:(وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)، والله أسأل أن يتقبل حجكم، ويغفر ذنبكم، ويعيدكم إلى أهلكم وبلادكم سالمين غانمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.