يعتبر مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى درة المشاريع التطويرية التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المشاعر المقدسة في إطار مساعيها المتواصلة لتوفير أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وبما يحفظ أمنهم وسلامتهم وهم يؤدون مناسك حجهم في جو مفعم بالأمن والإيمان ومزيد من الأمن والطمأنينة. ويعد المشروع الذي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتنفيذه بتكلفة أربعة مليارات و200 مليون ريال نقلة حضارية وهندسية نوعية توفر أهدافا أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك، إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر وذلك بتعدد المداخل وتباعدها مما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق. وخلال حج هذا العام تم تدشين المرحلة الخامسة من مشروع تطوير المنطقة، حيث تمت الاستفادة من مراحله الأربع خلال الأعوام الماضية، وجميع الأدوار تم تكييفها، كما سيتم تغطية المستوى الخامس للجسر في العام المقبل بسقف من الخيام المطورة. ويتيح الجسر الرمي على خمسة مستويات: المستوى الأول من الجسر للحجاج القادمين من جهة منى ويتم الدخول إليه بواسطة منحدرين الأول لاستعمال الحجاج القادمين من شمال منى شارعي سوق العرب والجوهرة، والثاني لاستعمال الحجاج القادمين من جنوب منى شارع المشاة الجنوبي وشارع الملك فيصل، ويتم الخروج منه عبر ثلاثة منحدرات الأول، والثاني باتجاه منى، والثالث باتجاه مكةالمكرمة، ويتم الدخول للمستوى الثاني للجسر من جهة مكةالمكرمة بواسطة منحدرين الأول من الجهة الشمالية للحجاج القادمين من غرب الجمرات ومن محطات الحافلات المقترحة على شارع سوق العرب وشارع الجوهرة، والثاني للحجاج القادمين من الجهة الجنوبية القادمين من شارع صدقي وطريق المشاة ومن محطة الحافلات على شارع الملك فيصل، ويتم الخروج منه بواسطة منحدر باتجاه مكةالمكرمة مع إمكانية الخروج إلى منى بواسطة السلالم المتحركة أو السلالم العادية، أما المستوى الثالث للجسر فهو مخصص لاستعمال الحجاج القادمين من وسط منى ومن شارع الملك فهد ومشروع الإسكان على سفوح الجبال، ويتم الوصول إليه والخروج منه بواسطة سلالم متحركة أو عادية، كما يتم الوصول إليه أيضا عن طريق منحدر من سفوح الجبال خلف مشروع الإسكان ومنحدر آخر من مجر الكبش خلف مصطبة الخيام فيه. أما المستوى الرابع للجسر فهو مخصص للحجاج القادمين من الجهة العليا بشارع الملك عبدالعزيز “ربوة الحضارم” ويتم الدخول إليه والخروج منه بواسطة ممرات على المنسوب العالي متصلة مباشرة مع الساحة والمرافق القائمة على شارع الملك عبدالعزيز. وتشتمل المرحلة الثالثة على مستوى ثان للحجاج القادمين من جهة مكةالمكرمة وثالث للقادمين من جهة منى وشارع الملك فهد، فيما تشتمل المرحلة الرابعة على مستوى رابع للحجاج القادمين من الجهة المرتفعة من شارع الملك عبدالعزيز. ويبلغ طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا، وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد 12 مترا، ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي. ويوفر المشروع 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات ما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة.