فيما تشدد الجهات الأمنية الطوق الرقابي على منطقة ميقات قرن المنازل بالسيل لمنع تهريب الحجاج غير المصرّح لهم، زحف المهربون بعيدا عن خط التماس إلى جوانب المحافظة للتفاوض بعيدا عن عيون رجال الأمن مع الحجاج المقيمين وغيرهم مشكلين رواجا للسوق السوداء في نقلهم إلى مكة، وشهدت مناطق متفرقة من الحوية نقاط تجمع لهؤلاء الحجاج وهم يرتدون الإحرام وسط مساعي السماسرة لتقريب وجهات النظر من حيث السعر والزمان والمكان. والتقطت عدسة “شمس” عدة مواقع بالحوية بالقرب من سوق المواشي، وكذلك بجانب حديقة المضباع من الجهة الغربية لنقل الحجاج في وضع يدعو للقلق من جانب هؤلاء لغياب الحس الأمني لديهم، إذ لا يعنيهم شيء سوى جني المال بعد تضييق الخناق عليهم حول الميقات. وشهدت مواقعهم نشوء سوق سوداء تعمد في تحديد أسعارهم التي تجاوزت 600 ريال للشخص الواحد عن طريق السمسار الذي يأخذ نصيبه عن طريق النسبة. “شمس” وقفت بزاوية من جانب تجمعهم لمعرفة ما يدور لديهم من بلبلة وصراخات في تحديد الأسعار وبذل الإغراءات لتحميل أكبر عدد منهم، وحال وقوفنا بأحد مواقعهم تسابقت أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية علينا، غالبيتهم من الجنسيات الباكستانية والمصرية، يطلبون إيصالهم إلى مكة وهم لا يحملون تصاريح حج مشترطين في الوقت نفسه دفع مبلغ يصل إلى ألف ريال للحاج الواحد على أن يصلوا المشاعر. وبعد فشلهم في إقناعنا اتجهوا لمهربين اعتلت أصواتهم، وكانوا يستقلون سيارات من نوع جيمس ووانيت غمارتين لتحميل عدد يتجاوز العشرة أشخاص للمشوار الواحد. كما انتقلت “شمس” أيضا لداخل حي سلطانة بالحوية ووجدت بعضهم في تقاطعات شوارع الحي أعداد من الحجاج المحرمين وكذلك السماسرة والمهربين ومن يدنو منهم تخترق أذنيه عباراتهم الصادحة بأنهم سيوصلون رحلاتهم بيسر وسهولة بأرجاء الحي. وقد أبدى عدد من المواطنين انزعاجهم من هذه التجمعات داخل الأحياء، مؤكدين أنهم ينشطون بساعات الليل الأخيرة وكذلك على مدار ال 24 ساعة خلال اليومين الثامن والتاسع من ذي الحجة لكون أغلبيتهم ينوون الحج بالإفراد.