انخرطت الحاجة فاطمة عبدالرشيد من الهند في نوبة بكاء حادة وذرفت دموعا ساخنة لترسم بذلك إطارا من الحزن المتسربل على ضياع عمرها وهي لم تحج، حيث لم تكن تصدق نفسها أنها في مكةالمكرمة وتشهد يوم التروية وتذهب إلى مشعر منى المقدس للمبيت به. تقول الحاجة فاطمة: “تزوجت وأنا فتاة في ال 15 من عمري، وقدم لي زوجي آنذاك مهرا يحتوي على بعض الحلي أدخرته طيلة ال 80 عاما الماضية؛ فعقدت من ليلة الدخلة أن أؤدي مناسك الحج، وظللت أعمل في المزرعة التي تخصنا أنا وزوجي ونبيع من محصولها وأجمع المال، ولكن قبل 20 عاما تعرضت لشلل أقعدني عن العمل ولكن لم يثنني عن أداء مناسك الحج”. وتضيف الحاجة فاطمة: “خلال العامين الماضيين ابتسم لي الحظ، حيث عزم أحد أحفادي أن يوصلني إلى البقاع الطاهرة ويحقق لي أمنية العمر وكان لي ما أردت هذا العام بعد 80 عاما عشتها في لهفة وشوق وانتظار بأن أقبل الحجر الأسود وأشاهد الكعبة المشرفة، وأردد مع جموع حجاج بيت الله الحرام “لبيك اللهم لبيك”؛ فالحمد لله على هذه النعمة بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام”.