أكد الشيخ سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، أمس، أن الكعبة المشرفة رمز خالد وبناء شامخ وقبلة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تطاول الزمان وتتعاقب عليها الأجيال زمنا بعد زمن، فوجا إثر فوج، سلك الطرق إليها أنبياء ورسل قد رفعوا أصواتهم بالتلبية لباريهم وخالقهم جل وعلا؛ استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام التي أمره الله بها. وأضاف: “إن موسم الحج يذكي أطياف الأنبياء وهم يتجردون لله حاجين مهللين وملبين، وإن هذه الأطياف لتربط حاضرنا بماضينا وتذكي مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الدين وبقبلة المسلمين العامرة، ولن يكون هذا نهاية المطاف فإن الأجيال ستتعاقب على بلوغه والتلبية والتهليل على عرفات”. وخاطب الشريم حجاج بيت الله الحرام بقوله: “إنكم تلبستم بنسك تذكى فيه الأجواء الروحانية وتستنشق من خلاله نسمات إيمانية تجعلكم من الله أقرب وعن معصيته أبعد، تلامسكم أنفاس الأخوة والعدل والمساواة، ستناجون في هذا النسك ربكم بلغات مختلفة، لا تشغله لغة عن لغة ولسان عن لسان، ولا دعاء عن دعاء، بل يجيب دعوة هذا ويغفر زلة ذاك، ويرى دمعة هذا ويسمع همس ذاك؛ لنجعل من الحج نقطة انطلاقة لترجمان حكمه وأسراره بين المسلمين في شتى الأقطار ليحمل كل حاج منّا في نفسه معنى الوحدة والتلاحم والتآخي والعدل مهما اختلفت الألسن والألوان. وفي المدينةالمنورة، أوضح الشيخ عبدالمحسن القاسم، منافع الحج ومقاصده وفضل شعائره، وقال: “تتولى مواسم الخيرات محفوفة بفضل الزمان وشرف المكان وأفئدة المسلمين تهفو لبيت معمور يتجهون إليه كل يوم، وأنظارهم تتطلع لبقاع مباركة تتجدد فيها العبر والعظات”. وأوضح أن: “حج بيت الله باب رحب لحط الآثام والأوزار، فيه غسل أدران الذنوب والخطايا، وثوابه جنات النعيم”.