قال أحدهم نقلا عن آخر: من يرد دخول مجال الفن فماذا عليه أن يفعل؟! وبالسؤال عن السائل، قال لي هو تاجر ملبوسات، ولا يمنع أن ينتج أي عمل مهما كلف؛ كونه عاشقا للفن ويشعر بأن بداخله فنانا لم يُكتشف. قلت الفرق بين أن تكون مستثمرا في المجال الإعلامي وأن يكون لك مآرب أخرى فرق شاسع، وأسهبت في شرح ما قد نلاحظ من وجود دخلاء على الفن لتحقيق القبول لدى صديقاتهم، بعبارة شعبية (يتميلحوا) عندما تنتفي الموهبة، وأما العمل التجاري في الصناعة التلفزيونية أو ما شابه فالمشروع مشروع وميسَّر، ومن أراد فليحدد هدفه وحسب، ولكن صديقنا هذا لا يريد الجانب الاستثماري بقدر ما يريد تقديم نفسه كبطل وإن لم يقف أمام كاميرا في حياته سوى كاميرا جواله، فمن الطبيعي أن تنصحه بقولك: هناك برامج في قنوات عربية تجعلك نجما بقدر ما تدفع، ويأتي من باب الإنصاف الذي يجب أن يسبق التحطيم السؤال عن مواهبه بدلا من صرف أمواله في الرحلات والسفريات والأمور المحرمة! فمثل هذه العينات لو طلبت منها أن تدفع لدعم مشاريع صغيرة أو لدعم برامج توعية لخدمة المجتمع من خلال رسائل تلفزيونية أو حتى لدعم إنتاج عمل مسرحي هادف، لقال لك (وين بتحطون صورتي؟)! شيء قد يكون بسبب كبت منذ الصغر حيث لم ير منذ نعومة (أظلافه) أنثى تعجبه وتنادي باسمه، فشك بأن الفن مع المال سيتيح له الخروج مبتسما في النشرة الإخبارية والنشرة الجوية (بدون ظهور السرة) لضمان استمرار المشاهد دون فاجعة، وكبطل في مسلسل السهرة، وربما لا يهم لو تكفل بمهمة أن يقول تشششش نهاية البث حتى الصباح. (وتحية لابو فلان).