تحوَّلت الدكتورة أفنان الشعيبي امرأة سعودية من تدريس اللغة الإنجليزية إلى عالم الاقتصاد والمال والتجارة، وتسلَّمت موقعا قياديا بارزا في غرفة التجارة العربية البريطانية كأمين عام للغرفة، مضيفة بذلك إنجازا باهرا لسلسلة إنجازات المرأة السعودية على المستوى الدولي. التقيناها على هامش فعاليات المنتدى الأول للتجارة العربية البريطانية الذي نظمته الغرفة تحت الإشراف المباشر للدكتورة الشعيبي، واستعرضنا معها مسيرتها العملية وأبرز محطات حياتها في هذا المجال في حوار خاص ل”شمس”: من مُدرِّسة للغة الإنجليزية إلى الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية.. ألا ترين أنه تحوُّل يستدعي التفسير؟ صحيح أنني تخرجت في جامعة الملك سعود، قسم الأدب الإنجليزي، وعملت مُدرِّسة لمادة اللغة الإنجليزية، غير أنني تحولت إلى دراسة الماجستير في الإدارة بالجامعة الأمريكيةبواشنطن دي سي، وحصلت على الدكتوراه في الإدارة أيضا من جامعة جورج واشنطن في المدينة نفسها، وإبان ذلك عملت مستشارة في مجلس الأعمال السعودي الأمريكي التجاري لمدة ثماني سنوات، اكتسبت خلالها خبرة أهلتني للمشاركة في لجنة تطوير التجارة الخارجية السعودية؛ الأمر الذي عزَّز خبراتي في الاقتصاد والتجارة؛ فكان أن رشحني بلدي (السعودية) عبر مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودي لمنصب الأمين العام لغرفة التجارة العربية البريطانية الذي لا أزال أشغله حتى هذه اللحظة. ما الأهداف الرئيسة لغرفة التجارة العربية البريطانية؟ غرفة التجارة العربية البريطانية أُسست منذ 1975، وتسعى إلى تطوير الجوانب التجارية ورفع مستوى التبادل التجاري بين الدول العربية وبريطانيا، من تنويع الاستثمارات والاتفاقيات التجارية الثنائية الرسمية والفردية ومن خلال الشراكات في المشاريع الريادية التجارية التي تحتاج إليها المنطقة العربية وبريطانيا، حيث تتوافر الإمكانات لوجود استثمارات في البنى التحتية والتقنية وأنواع الاستثمار كافة. ماذا عن علاقة الغرفة بالمؤسسات الرسمية العربية والبريطانية؟ تهتم الغرفة بالجانبين الرسمي والخاص، حيث يشمل التعاون الحكومات والوزارات المعنية وقطاع الأعمال بشرائحه كافة، وتتضمن مهامها تنسيق الجهود بين جميع المساهمين في الشأن الاقتصادي؛ سعيا منها لإزالة العوائق وترسيخ مفاهيم التكامل في العمل بين القطاعين الخاص والرسمي وبين قطاعي التجزئة العربي والبريطاني. وهنا لا بد لي من الإشارة إلى الدعم والتشجيع اللذين تلقاهما الغرفة من الجامعة العربية ممثلة في أمينها العام عمرو موسى، الذي يدعم مسيرة الغرفة شخصيا ويتواجد في فعالياتها، كما أنه يبارك جهود الغرفة في دعم التبادل التجاري العربي، وآخر جهود الدعم هذه تجسدت في مشاركة الأمين العام للجامعة في المنتدى الأول للغرفة بمحاضرة عن أهمية التجارة العربية البريطانية وأهمية الاستقرار السياسي بالنسبة إلى التنمية في المنطقة. كيف تقيِّمين مشاركة رجال الأعمال البريطانيين في نشاطات الغرفة؟ مشاركة رجال الأعمال البريطانيين والعرب فاعلة بحق، وعلى درجات متفاوتة؛ فالمنتدى الأول للتجارة العربية البريطانية شهد مشاركة أكثر من 320 صاحب وصاحبة عمل ومهتما بقضايا الاستثمار، كما أن الغرفة نظمت فعاليات متخصصة، شارك فيها مئات الشباب والشابات من الدول العربية وبريطانيا، منها معرض (الخليج) البريطاني الخليجي، وكانت السعودية أكبر المشاركين من خلال وفد رفيع المستوى. كيف تنظرين إلى دور المرأة السعودية من خلال موقعك؟ المرأة السعودية والعربية بشكل عام لديها الكثير لتقدمه لمجتمعها بمشاركة الرجل الذي يمثّل النصف الآخر لها، ومن دونه لا تستطيع العمل، وبرأيي فإن على الرجل العربي تشجيع المرأة؛ كونها متميزة في جوانب كثيرة قياديا وميدانيا، وهذا ما أثبتته الأيام عبر تفوق الطبيبات السعوديات وصاحبات الأعمال من خلال التواجد العالمي لهنّ؛ لهذا فإن تكامل عمل المرأة وتعاون الرجل معها يتطلبان وعيا أكبر في المجتمعات العربية حول عمل المرأة ودورها في التنمية.