من جانبهن ترى مالكات المشاغل وجوب التفرقة بين مشغل وآخر، كما تتم التفرقة بين أي مركزين لأي نشاط آخر بحسب الجودة والموثوقية. مشيرات إلى أن ثمة مشاغل سيئة العمل تسيء إلى سمعة المشاغل الموثوقة التي تقدِّم خدماتها وفق معايير مرتفعة، حتى إن كن لا يحملن ترخيصا يحدد لهن تلك المعايير. وقالت رمزية الشيخ (مالكة مركز نسائي في الدمام): “إن ثمة اختلافا آخر بين المشغل والمركز؛ حيث إن المشغل يختص فقط بخياطة وتفصيل الملابس النسائية على تنوُّع خاماتها وتعدُّد أصنافها، كالسهرات والزفاف والمناسبات العادية والجلابيات وغيرها، فيما يتفوق المركز على المشغل في تنوُّع وتعدُّد وشمولية الخدمات التي تحتاج إليها المرأة من ماكياج وتزيين شعر وعناية بالجسم، علاوة على تخصيص استديو للتصوير والهدايا وتجهيز لوازم الزفاف من كوش وأضواء وغيرها”. وأشارت الشيخ إلى أن المركز يعدُّ منظومة متكاملة تخدم المرأة من الجوانب كافة، تحت مظلة واحدة تقي المرأة من التشتيت والتنقل بحثا عما يفي باحتياجاتها ومتطلباتها. وأضافت: “يمكن أن نُدخل في المركز أنشطة أخرى كالمساج والرياضة وغيرها شريطة أن يكون الكادر المشرف على هذه الأنشطة من المتخصصين في هذا المجال، واستقدام مدربات معتمدات ومختصات؛ حتى نضمن الجودة في الأداء ولا تصبح العملية تجارية محضة”. وأكدت وجود “دخيلات في المهنة” لا يضعن التخصص في الكوادر نصب أعينهن، إلا أن هذه المراكز سرعان ما تفشل. مشيرة إلى أهمية الخبرة لدى صاحبة المركز في فَهْم احتياجات المرأة ووضعها في إطارها السليم. وتابعت: “لا بد أن توضع الأنشطة من مساج ورياضة وعناية بالجسم في مكانها الصحيح والمخصص لها، وليس لمجرد إضافة خدمة فقط”. وأوضحت الشيخ أن المصرح لسيدة الأعمال هو تراخيص المشاغل للخياطة والتفصيل فقط، مطالبة بأن تفتح المجالات لسيدة الأعمال بالحصول على تراخيص إنشاء مراكز تجميل نسائية متخصصة، ويُسهَّل معها استقدام العمالة الماهرة والمدربة أيضا. وعن الإقبال تجاه هذه الأنشطة تقول الشيخ: “الإقبال كبير؛ لأن المرأة في أمسّ الحاجة إليها، ولم تعد كماليات؛ بل أصبحت موجودة في المنازل بأجهزة متعددة الاستخدامات، سواء كرياضة أو مساج”. ومن جانبها قالت فاطمة العيسى (مالكة مركز نسائي بالقطيف، صاحبة أول مركز بالمنطقة الشرقية متخصص برياضات الدفاع عن النفس) إنها بدأت في المشروع “بعد سنوات طويلة من التفكير والتردد؛ فلا تصاريح رسمية تسمح بإقامة نواد رياضية للفتيات، ولا وجود لأماكن تمارس فيها النساء الرياضة سواء رسمية أو أهلية؛ ففكرتُ في أهم ما تحتاج المرأة إلى تعلُّمه من رياضات؛ فخطر في بالي فكرة مركز للكاراتيه؛ حيث عرفت كثيرا من الفتيات تعلمن الرياضات القتالية للدفاع عن النفس”. وتضيف: “في بدايتي بتنفيذ المشروع اكتشفت استحالة تنفيذه بالشكل الذي أرغب أن يكون به؛ فمن الاستحالة أن أتمكن من إصدار ترخيص للمشروع بشكله المكتمل كناد رياضي؛ فقمت بتحويله من ناد رياضي إلى مركز تجميلي وصحي، واستغللت جزءا من مساحة المركز ليكون أساسا للمشروع الذي حلمت به، وهو مركز لتعليم الفتيات مهارات الدفاع عن النفس، وبالفعل كان الإقبال على القسم كبيرا جدا، حتى أكبر من قسم التجميل”. وأضافت العيسى: “تخوَّفت كثيرا من اضطراري لإيقاف المشروع؛ لعدم تمكني من إكماله؛ فقد كنت وحدي أضع دراسات الجدوى للمشروع وأدرسها مرة بعد مرة؛ فكان أي قرار اتخذه أشبه بتحدٍّ للنجاح، حتى تمكنت من تنفيذ مشروعي، وإن كان بغير الشكل الذي تمنيته”.