العيش في المدن الصغرى يعد نعمة في نظر الكثيرين ممن يعيشون في المدن الكبرى، رغم عدم توافر كثير من الميزات المتوافرة في المدن الأخيرة. ولذلك يحلو الهرب إليها، خاصة وقت الإجازات؛ للحصول على استراحة من منغصات العيش في المدن الكبرى؛ حيث يشعر المرء بالإرهاق الجسدي والنفسي بسبب اضطراره إلى معايشة الزحام ومرور الوقت بسرعة فائقة، هذا عدا الدخول في صراعات يومية بسبب رتم الحياة السريع واختلاف نوعيات البشر التي يتعامل معها ابتداء من الإنسان البسيط إلى من يرى نفسه مركز الكون ويجب أن يلبي الجميع أهواءه ورغباته. ولهذا تعد المدن الكبرى بيئة ضاغطة نفسيا تجعل ساكنيها يعانون الأرق والتوتر والعصبية ومشكلات أخرى. وبالطبع فإن الانتقال للسكن في المدن الصغيرة يعد مستحيلا لمن يرتبط بعمل ومصالح في المدن الكبرى. ولذلك فإن الحل برأيي يتلخص في إنشاء ضواحٍ سكنية تجاور المدن وتكون مصممة بطريقة تحاكي المدن الصغيرة وتكون مزودة بالإدارات الخدمية البسيطة وكذلك مرافق التعليم العام. وبذلك يمكننا من جهة الحصول على بيئة سكنية مريحة للأعصاب، وتخفيف الزحام والتكدس البشري في المدن من جهة أخرى. وعندها ربما تصبح الحياة أجمل وأسهل في نظرنا.