دائما ما نسمع هذه الجملة سواء كان طبعي حميدا أو مذموما، لكننا يجب أن نفرق بين شيئين الطبع والتطبع، فالطبع عادة يكون ما فطر عليه الشخص بحكم عاداته وتقاليده والمجتمع الذي تربى فيه، فتجد في سلوكنا أخطاء لا نتكبد العناء في تعديلها أو تقويمها إلى ما أمرنا من خلال تعاليم ديننا الحنيف. ونحن كبشر في وضعية تعلم مستمر ودائم، لكن من منا يعترف إذا أخطأ، أما التطبع فهو ما يكتسبه الإنسان من خلال قناعاته بسلوك ما واقتناعه التام من خلال الممارسات التي يعيشها بحياته، لكن التطبع بالاستمرار بالخطأ وإخفاء الحقيقة ما يغلب على البعض بل إنه يكون بحالة من إنكار للذات بأن يقوم بعمل ما ينكره في ذاته بل ويستمر في ذلك بحكم أهدافه الآنية ولغرض شخصي يسمو إليه. والطبع عادة يغلب على التطبع، فالتطبع المزيف (التصنع) عبارة عن قناع يسقط عندما يصطدم بواقع ما يظهر بعدها طبيعة الإنسان الحقيقية بإنكاره للصورة التي كان يرسمها في مخيلة من حوله، فمن كان (مثلا) من طبيعته الغضب فمهما كان صبورا، وكان باله طويلا فعادته سوف تغلب عليه بأن يظهر غضبه فجأة. أعتقد أن علينا تهذيب عاداتنا والتطبع بما هو محمود تحت مظلة الدين بما يعود علينا بنشر المحبة في جنبات مجتمعنا.