أحب أن أشير إلى الرائعة الكويتية المسرحية (عرب 2000)، وكعادة الكويتيين في الريادة الخليجية كانت هذه من أروع المسرحيات الغنائية التي خرجت من الكويت لترى النور، إضافة إلى أوبريت (بساط الفقر) كعمل غنائي لا مسرحي، وقد أتحدث عنه في مقالات لاحقة. كانت المسرحية المشار إليها قد اعتمدت على أشعار وسجعيات ذات جرس موسيقي رنان يتناسب مع الأداء المسرحي الاستعراضي في مثل هذا النوع من المسرحيات، هذا إضافة إلى استخدامهم لأنواع أخرى من المدارس المسرحية داخلها مثل المنودراما (وهو تحدث الممثل للجمهور منفردا)، وحتى وإن استعان بكومبارس فإنهم يظلون صامتين حتى لا يخترقوا عمق وصمت اللحظة المنودرامية، وغيرها من المدارس المسرحية. المسرحية كانت من بطولة الفنان طارق العلي، الذي كان يقوم بشخصية الرئيس العراقي السابق، هنا يتم الاعتماد على تقنية أداء الممثل أكثر من التشابه في الشكل والمنظر والكاريزما؛ إذ اعتمدت على إظهار تحولات أضواء الكويتيين في خط متعرج متموج تحت الظروف، وكأن الذي يراقب تلك التحولات هو طارق العلي بشخصيته التي تقمصها داخل أجواء درامية دامية استعراضية غاية في الروعة والتفرد. هذه العبقرية المسرحية من بطولة الثنائي الأخوي هدى وسحر حسين وطارق العلي، للأسف لا يحضرني حاليا اسم مؤلف العمل ومخرجه.. لكن بحق تعد تحفة مسرحية.. سؤال يا شباب: هل سنرى مثل هذه الأعمال الخلاقة مرة أخرى؟ أجدد سؤالي: إذا كان اليأس إحدى الراحتين، فما الراحة الأولى؟