.. التعامل الذي يجده الهلال من لجان اتحاد الكرة يثير الكثير من التساؤلات.. فالفريق الأزرق أصبح هدفا للعقوبات والقرارات البعيدة عن الإقناع والمنطق والتي تتكرر باستمرار دون مؤشرات تؤكد أنها تأتي في إطار ما يتخذ من عقوبات تجاه كل الأندية.. فبعد أحداث لقاء الهلال والأهلي في جدة تم نقل لقاء الفريق أمام الفتح من الرياض إلى الأحساء ورفض الاستئناف الهلالي باللعب في الأحساء كون اللائحة لم تنص على إقامة المباراة في أرض الخصم.. وإنما نصت على لعب المباراة خارج أرضه.. وإذا أضفنا أن المباراة التي شهدت الأحداث كانت أصلا خارج أرضه يبرز السؤال الكبير وهو مدى مسؤولية الهلال عن أحداث تقع بعيدا عن مقره وعلى أراضي الأندية المنافسة.. وأضيف ماذا يمكن أن يكون القرار لو أن مباراة الهلال بالفتح شهدت هي الأخرى أحداثا مشابهة إلى أين ستنتقل مباراة الهلال المقبلة والتي ستكون أمام الرائد في القصيم؟. فالهلال حاليا يدفع ثمن ضعف العمل الذي تقدمه ملاعب الرئاسة، وعدم قدرة لجان الاتحاد وخصوصا لجنة الانضباط على إيقاف حالات التراشق الجماهيري التي تحدث في الملاعب.. حيث تتجه العقوبات صوب النادي الذي لا يملك قرار السيطرة الأمنية على الجماهير في الملاعب السعودية المختلفة، كما هو أصلا لا يملك السيطرة على جماهيره في مقره الرئيسي في مدينة الرياض.. حيث تفتح مدرجات الدرجة الثانية لمن هب ودب ولكل من يرغب في حضور المباريات، لكن مسؤوليتها تحمّل للهلال سواء داخل الرياض أو خارجها، وهنا تكمن المشكلة الرئيسية التي عجزت لجنة الانضباط عن إيجاد الحل لها والقضاء عليها.. ولا تتوقف المشكلة هنا فقط لكنها تتواصل لتصل لتعامل مختلف مع كل حالة يكون الهلال طرفا فيها بحيث تغلق كل الأبواب أمام الهلاليين عندما يرفعون صوتهم احتجاجا أو اعتراضا، بينما تفتح على مصراعيها أمام الأندية الأخرى، كما حدث الموسم الماضي حين ألغى الأمير سلطان بن فهد قرار نقل لقاء النصر أمام الفيصلي من الرياض إلى المجمعة عقوبة لجماهير النصر، وهنا نتساءل ما المبررات والاعتبارات التي رُفض فيها استئناف الهلال وقُبل للنصر.. وهل ستستمر نفس الطريقة في العقاب البعيدة عن أصل المشكلة وأسبابها لمجرد أنه الهلال أم أن هناك حلولا أخرى ستدرس لإيجاد الطريقة المناسبة للقضاء على حالات الشغب وبالتالي إيقاف نقل المباريات الذي أصبح قرارا هشا فاقدا لكل معاني العقوبة؛ حيث يركز على معاقبة النادي دون إيقاف للمشكلة وحلها بشكل جذري؟. ولدينا حالة دخول الجماهير لأرض الملعب والتي تم القضاء عليها أمنيا حين أصبح من يدخل أرض الملعب يتحمل المسؤولية ويعاقب فرديا ما يجعل المشجع يفكر ألف مرة قبل الدخول لأرض الملعب، وهذا ما يجب أن نفعله مع حالات الشغب لإيقافها والقضاء عليها قبل أن نقضي على كل معنى للمنافسة والرياضة والعدالة بين الأندية. سامي ولغة ال أنا .. المتابع لتصريحات الكابتن سامي الجابر مدير كرة القدم بنادي الهلال يلاحظ لغة الأنا الطاغية على أحاديثه الإعلامية.. وهي لغة لم يتعودها الهلاليون حيث لا يتحدث رئيس النادي نفسه بهذه الطريقة ولم يسبق للهلاليين أن تحدثوا إلا بلغة نحن وفريقنا بدلا من فريقي وأنا.. فمفردة الأنا التي يستخدمها سامي تثير الاشمئزاز وتذكّر بما يحدث في الأندية الأخرى التي اعتاد مسؤولوها لغة جمهوري وفريقي ونادييَ.. ولذلك أتمنى من الكابتن سامي أن يبتعد عن هذه اللغة (الدخيلة) على الهلال؛ لأن الهلال فريق الجميع وجهد الجميع وعمل الجميع وليس فريق الشخص الواحد أو الرجل الواحد!