من البديهيات في التعليم أن الطالب المستجد في الصف الأول الابتدائي في حاجة إلى أسبوع؛ ليتأقلم على أجواء المدرسة، وأسبوعين على أقل تقدير؛ ليتعلم كيف يمسك بالقلم، وفصل دراسي؛ ليتقن الأحرف الهجائية قراءةً وكتابة. وبناء على هذا كانت تعد المناهج في هذه المرحلة، ولكن حدث هذا العام شيء مختلف، فمع أول نتاجٍ لمشروع تطوير العلوم والرياضيات، أصبح الطالب المستجد مطالبا بأن يكون كاتبا محترفا قبل أن يتعلم الحرف الأول، ففي الدرس الأول صفحة 4 و5 من كراس النشاط للعلوم يطلب منه أن يكتب إجابات من ستة أسطر على أقل تقدير! ليس هذا فحسب بل عليه أن يكون مفكرا عميقا يتجاوز مهارة الحفظ إلى مهارات أعلى وأصعب فيستنتج، ويستكشف، ويتوقع، ويفكر تفكيرا ناقدا، ويسجل الملاحظات! مهارات وأسئلة تصعب على الطالب الجامعي فكيف بطفل في السابعة من عمره؟! كلنا ندرك أن منهج العلوم في حاجة إلى التطوير، ولا يقول عاقل بخلاف هذا، لكن يجب أن يكون المنهج المطور مناسبا للمرحلة، فالطفل الذي تعلم التدرج للتو، من الخطأ أن نطلب منه أن يحطم الرقم القياسي في سباق العدو؛ لأن هذا فوق طاقته، وكذلك طالب الصف الأول من غير الصواب مطالبته بما لا يستطيع بحجة التطوير.