مع تزايد أعداد البشر وتزاحم السيارات في الرياض، أصبحتُ أكره علامة (ممنوع الوقوف) التي تعكر مزاجي وأنا أبحث عن موقف أركن فيه سيارتي. ولأن أزمة المواقف أصبحت تنافس أزمة السكن في الأهمية، أجد نفسي حائرا بين مخالفة التعليمات المرورية والوقوف بعيدا بعدة كيلومترات عن الموقع الذي أريده. لا أخفي عليكم، أنا متقيِّد لدرجة (المثالية) بالأنظمة والقوانين، بدليل أنني لم أعاند صاحب المقهى القريب من مقر العمل عندما طلب مني عدم استخدام مواقفه الخاصة. لكن بالأمس اضطررت إلى تجاهل جميع تلك الأنظمة أكثر من مرة، الأولى كانت أمام أحد المستشفيات الكبرى، والثانية أمام صالة المطار؛ وذلك لمرافقة والدتي المسنة، التي لا تقوى على السير تلك المسافة، وفي كلتا الحالتين سُحبت السيارة ب (الونش)، رغم أنها المرة الأولى التي أخالف فيها. ومع ذلك حمدت الله أن الموضوع لم يصل إلى التوقيف، عندها كنت سأندم على كل سنوات (المثالية) ولرغبت أن أكون لم أتعلم السواقة أساساً.