على الرغم من أن كثيرا من الشباب يعتبر أن الوظيفة الحكومية هي أقصى طموحاتهم وأحلامهم، إلا أن الصورة اختلفت لدى ليلى الشاذلي التي تخلت عن وظيفتها طواعية، وغامرت بطَرق مجال آخر يستوعب إمكاناتها وطموحاتها اللامحدودة في النجاح وتحقيق الذات، رغم بعض العوائق التي لا يخلو منها الطريق. ليلى تركت مكتبها الحكومي و(حشرت) نفسها في كشك صغير لبيع الأعمال الفنية والإكسسوارات التي تصنعها بنفسها مستفيدة من موهبتها الفنية في التزيين وإعادة التشكيل منذ صغرها.. واستمر الحلم في الاتساع حتى تحول الكشك الصغير إلى متجر كبير في إحدى أسواق مدينة تبوك، يسع تشكيلاتها الفنية المتنوعة التي تلقى إقبالا كبيرا من ربات البيوت والمقبلات على الزواج. وتشير إلى أن موهبتها المبكرة في هذا المجال جعلت المحيطين بها يشجعونها على الاستمرار، وهو ما أعطاها مزيدا من الثقة في نفسها.. وكان تصميمها كوشة فرح شقيقتها بداية الانطلاق الحقيقية لها، حيث تلتها عروض أخرى لتصميم كوش الأفراح، وإضافة اللمسات الجمالية المبتكرة على فساتين الزفاف. ولم تكتف صاحبة المتجر بذلك، بل ولجت مجال تزيين الشموع وتغليف وتنسيق الهدايا التي ترى أنها جزء أصيل في قيمة الهدية، بل ويزيد أحيانا من قيمتها. وتقول ليلى: “كفتاة تعمل وتبيع في معرض تجاري بدأ الأمر صعبا، خاصة مع نظرات الاستغراب.. والاستهجان أحيانا، وغيرها من العوائق، إلا أن ثقتي في قدراتي جعلتني أتجاوز كل تلك الأمور وأمضي إلى الأمام”. وتضيف: “العمل الشريف لا يعيب صاحبه، والمرأة اليوم أصبحت منتجة ومن حقها أن تأخذ فرصتها كاملة وفق ما أقرته الشريعة وسمحت به الدولة من قوانين”. ونصحت ليلى كل فتاة تمتلك موهبة وتريد أن تنميها، بالصبر والمثابرة حتى تثبت ذاتها، من دون أن نغفل الدور المهم للأسرة والمجتمع في مساندتها.