فاجأت نسبة نجاح التدابير الوقائية في المرحلتين المتوسطة والثانوية خلال الأسبوع الأول من الدراسة «الأسبوع الماضي» وزارتي الصحة والتربية والتعليم، وأكدت تقارير يومية وأخرى في ختام الأسبوع الأول للدراسة رفعتها الإدارات التعليمية بمناطق ومحافظات السعودية أن المدارس في أسبوعها الأول (المرحلتين المتوسطة والثانوية) انتظمت بشكل أكثر مما كان متوقعا في الأوساط التربوية والاجتماعية والإعلامية، وهو ما عزز الثقة بحضور اعتيادي في الأسبوع الأول للمرحلة الابتدائية الذي يبدأ اليوم. وكان الحضور الطلابي الاعتيادي أكبر المؤشرات على أن المنظومة التربوية سارت بعكس ما كان متوقعا من إحجام الطلاب عن الحضور إلى المدارس، وأن سير الدراسة ستحوطه مخاوف الإنفلونزا. وأعاد عبدالله الثقفي المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة جدة، في تصريح ل»شمس»، ذلك إلى الثقة في إجراءات وزارة التربية من جهة وإلى التعاون الذي تم مع وزارة الصحة في هذا الصدد، وقال الثقفي: «زودت جميع المدارس بمتطلباتها من خافضات الحرارة ومقاييسها وأدوات التعقيم والكمامات، وهيأت غرف العزل لحالات الاشتباه بها جميعا». فك اشتباك وكانت وزارة التربية وبعض المناطق التعليمية أصدرت بيانات عن بعض حالات الاشتباه بالإنفلونزا، إلا أنه لا يمكن الوصول إلى أعداد مؤكدة للإصابة (إحصائيات دقيقة للحالات مؤكدة الإصابة)، حيث توقفت أغلب تقارير الإدارات التعليمية اليومية، وما تم تداوله من أخبار من المدارس عند مصطلح «اشتباه» وهو مصطلح شمل حالات الإنفلونزا العادية وارتفاع درجة الحرارة، كما يعوق من الحصول على أرقام دقيقة توقف تقارير وأخبار «حالات الاشتباه» عند إجراء تحويل الحالات المشتبه بها إلى الجهات الصحية، حيث لا تتضح إفادات كاملة من تلك الجهات عن مدى صحة الاشتباه أو عدمه. وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت عن 17 حالة اشتباه في اليوم الأول على مستوى المناطق التعليمية، أما اليوم الثاني فسجلت الطائف حالتي اشتباه، والرياض حالة إصابة مدير مدرسة، وفي اليوم الثالث سجلت كل من المدينةالمنورة أربع حالات، والشرقية سبع حالات، ومنطقة مكةالمكرمة لم تتضح أعداد من اشتبه بإصابتهم إلا أن بعض المدارس في مكةالمكرمةوجدة سجلت ثلاث حالات فأكثر، وتم العزل في بعض المدارس لما يزيد على عشرة طلاب في مدارس مكةوجدة، وذلك حسب تقارير إدارات التعليم. قلق وتأخير مرور أسبوع المرحلتين المتوسطة والثانوية بنجاح ليس بالضرورة أن ينسحب على المرحلة الابتدائية، فهذه المرحلة تمثل الاختبار الحقيقي لجميع الإجراءات الوقائية للوزارتين المعنيتين، خاصة أن الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة أكد أن اللقاح المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير سيتأخر وصوله أسبوعين، بحيث يصل نهاية أكتوبر الجاري بسبب الشركات المصنعة التي تحتاج هذه المدة إلى إرساله لجميع الدول التي في رأس القائمة من حيث الطلب ومنها السعودية. وهذا التأخير بمثابة الخبر غير السار بالنسبة لأولياء الأمور والوزارتين، فعلى الرغم من الشكوك التي تحوم حول الآثار الجانبية للقاح، إلا أنه سيكون الخيار العلمي الأول لإجراءات الوقاية، بما يبعث قليلا من الطمأنينة لكثير من أولياء الأمور الذين يترددون في إرسال أبنائهم إلى المدارس، واستخدامهم للقاح، وبدء العام الدراسي دون توفر اللقاح يمثل عبئا نفسيا عليهم قد يضطرهم إلى الاحتفاظ بأبنائهم في البيوت باعتبارها أكثر أمانا، ما يفرغ المدارس منهم ليبدأ العام الدراسي دون طلاب إلى أن يثق أولياء الأمور في السيطرة على الأوضاع وتبدأ رحلة العودة إلى المدارس. الاختبار الحقيقي ويكشف بعض مديري المدارس والمعلمين جوانب من واقع بدء العام الدراسي على ضوء هذا الهاجس، حيث يقول عبدالرحمن الغامدي، مدير مدرسة ابتدائية: «نحن على أتم الاستعداد لاستقبال أبنائنا الطلاب في جو يسوده التعقيم، فالمدرسة مجهزة بأدوات النظافة والمطهرات لوقاية أبنائنا من المرض». وناشد الغامدي أولياء الأمور بعدم تضخيم المسألة حتى لا يتسبب ذلك في إرباك التلاميذ ما قد يؤدي إلى نفورهم من المدرسة. أما منصور الزهراني، معلم تربية خاصة، فيشير إلى أنه وزملاءه من معلمي التربية الخاصة أكثر فئات المعلمين معاناة، وقال: «طلابنا ينبغي مراقبتهم مراقبة دقيقة، ناهيك عن الوقاية من المرض بينما يمكن للطلاب الآخرين أن يستوعبوا نصائح المدرسة والمنزل وطرق الوقاية من المرض حتى لو كانوا في الصفوف الأولية، أما طلابنا فلا حيلة لهم من دون معلميهم». ويوضح ماجد الحمراني، رائد صحي بمدرسة ابتدائية، أنه تلقى دورة بإدارة التعليم عن مرض إنفلونزا الخنازير وتحصل على أقراص مدمجة بها جميع تفاصيل المرض، مضيفا أنه يتمنى أن يغير المسؤولون مسمى غرفة العزل بمسمى آخر مثل غرفة الاستراحة أو غيرها لما لكلمة عزل من تأثير سلبي في نفسيات التلاميذ، وأكد أن الاختبار الحقيقي سيكون عند عودة الطلاب، فالعملية ليست بسهلة كما يتخيلها الكثيرون، إذ قد تواجهه مشكلات كثيرة و(ربنا يستر).