بعد نهاية مباراة النصر والهلال في كأس فيصل، وصلتني رسالة من مشجع نصراوي يقول فيها: “بين فلسفة البناء ومفهوم الاحتراف.. ضاع النصر، فلم نعرف كيف نبني ولم نعرف كيف نصنع فريقا في زمن المادة والانتقالات”. انتهت رسالة هذا المشجع الذي لا أعرفه، ولكن لا شك أن رسالته أضاءت لي كوة من التأمل والتساؤل حول واقع النصر الحالي.. إلى أين وصل النصر بعد عدة سنوات من محاولات الإصلاح والتنسيق والتجديد والتعاقدات؟ هل ثمة ملامح واضحة للنصر الجديد؟ هل ثمة معالم لهوية نصر البطولات والإنجازات؟ النصر هذا الموسم نسق 13 لاعبا وأعار ستة لاعبين. ولا شك أنه رقم كبير في ميزانية فريق تضم قائمته فقط 34 لاعبا. النصر تعاقد مع ستة لاعبين محليين هذا الموسم. النصر قام بتصعيد خمسة لاعبين من درجة الشباب. إذن المسألة بحاجة إلى (خلطة) فنية تعيد صياغة وهوية الفريق بشكل صحيح. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل جورج دسيلفا مدرب النصر استطاع حتى الآن أن يضع أساسيات لتركيبة هذة الخلطة الفنية؟ يبدو السؤال غامضا جدا نتيجة لعدم وضوح الرؤية والهوية الفنية للفريق، وغياب الاستقرار عن التشكيلة. هل ما زال الحكم مبكرا على الفريق واللاعبين والمدرب.. أم أن الأمور واضحة مسبقا من خلال مستويات وإمكانيات بعض اللاعبين وقراءة المدرب للفريق في المباريات الماضية؟ دعونا نتجاوز هذه المسألة المعقدة قليلا، ونقف عند نقطة مهمة جدا.. هل قائمة لاعبي الاحتياط في مباراة النصر والهلال كان فيها لاعب مؤثر أو قادر على تغيير النتيجة أو طريقة اللعب أو التأثير على الخصم؟ هل أصبح النصر يعتمد كليا على حضور سعد الحارثي وتأثيره الفني والمعنوي.. وبغيابه يفقد الفريق أبرز عناصر التفوق وأسلحة الفوز؟ برأيي الشخصي أن النصر هذا الموسم أفضل بمراحل من الموسم الماضي.. لكنه لا يزال بحاجة إلى تسريع عملية البناء بجراءة التنسيق ومغامرة إعطاء الفرصة لبعض الوجوه الشابة الصاعدة، واختصار مسافة الاحتراف بصفقات أخرى تضيف للفريق بعدا فنيا آخر، لاسيما في خط الدفاع والهجوم.