تعتبر العيون إحدى المصادر الرئيسة للمياه، التي كان يعتمد عليها القدماء في حياتهم؛ حيث كانت تمدهم بمياه الشرب وتسقي زراعاتهم، وتلطف أجواءهم. ويختلف العلماء حول تاريخ تشكل عيون القطيف، لكن ما لا شك فيه أن تاريخها موغل في القدم، كما يشير شكل بعض الكتابات على جدرانها. وتختلف أشكال العيون من حيث الحجم والشكل، فمنها ما هو دائري ومربع ومستطيل، ومنها ما تتفرع منه الينابيع لتغذي مساحات شاسعة. ومع هذه الاختلافات الخارجية إلا أنها تتشابه في تكويناتها الداخلية، فهي تتكون من أربع طبقات: الأولى تعرف بالتجويف الخارجي، وتأخذ شكل المعين. أما الطبقة الثانية فهي عبارة عن نتوءات صخرية تبرز في جدران العين الداخلية. أما في الطبقة الثالثة فيوجد سرداب طويل أو مجرى مائي، تنتقل من خلاله مياه العين للمزارع، ويختلف طوله من عين لأخرى، ويعتبر هذا الجزء أكثر أجزاء العين ضيقا. ويأتي من بعده وامتدادا له في العمق قاع العين، الذي يتكون من طبقة رسوبية تتدفق من خلالها المياه الجوفية، ومنه تتغذى العين بالمياه الجوفية المنبعثة من باطن الأرض.