مع تطور استخدام تقنيات الإنترنت نمت في السنوات الأخيرة الجرائم الإلكترونية أو جرائم المعلوماتية بمعدلات عالية في جميع أنحاء العالم، وأصبحت مهددا أمنيا خطيرا لكثير من النظم التي تستخدم شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت” في أعمالها ومراسلاتها؛ ولذلك تم تنظيم كثير من الفعاليات التي تهدف إلى الحد من مخاطر هذه الجرائم، وفي هذا السياق تنظم هيئة التحقيق والادعاء العام بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ملتقى الجرائم المعلوماتية خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر الجاري، ويستفيد من هذه الحلقة العاملون في النيابات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقضاة في السعودية، وأوضح الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن تنظيم هذا الملتقى العلمي يأتي في إطار الجهود المبذولة للتبصير بهذا الموضوع المهم الذي كان نتيجة التقدم التكنولوجي والانفجار السكاني والثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم في هذا العصر، في ظل العولمة؛ ما يستوجب تضافر الجهود الدولية في مكافحة مثل هذه الجرائم المخلة بأمن الدول؛ استشعارا لخطورتها وما ينجم عنها من تهديد للأمن الاقتصادي والاجتماعي والنفسي، إضافة إلى أن موضوع الملتقى يكتسب أهميته من أهمية المعلومة في هذا العصر؛ حيث أضحت مصدر قوة وسلاحا لا يستهان به في تحقيق مختلف الأهداف الحياتية. وأكد أن الجامعة بتوجيه كريم من الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للجامعة أولت موضوع الجرائم الإلكترونية ومكافحتها جلّ اهتمامها وعنايتها؛ حيث ناقشت من خلال كلية الدراسات العليا 20 رسالة ماجستير ودكتوراه في مجال أمن المعلومات والحاسب الآلي ومكافحة الجرائم الرقمية، كما أصدرت في الإطار ذاته أكثر من عشرة إصدارات علمية تناولت هذه الجرائم بأبعادها المختلفة، إضافة إلى الدورات التدريبية والندوات العلمية. ويهدف الملتقى إلى إتاحة الفرصة للباحثين والمهتمين للالتقاء والتحاور حول توظيف واستخدامات تقنية المعلومات الحديثة في المجالات الأمنية، وذلك من خلال جملة من الأهداف أهمها: تحفيز وتشجيع الباحثين في مجالات التقنية الحديثة على توطين هذه التقنيات بما يخدم الأمن الوطني بمفهومه الشامل، وتشجيع التواصل بين المؤسسات الأمنية والباحثين والخبراء في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، ورصد إيجابيات وسلبيات تقنية المعلومات في مجال الأمن الوطني، وإطلاع العاملين في المؤسسات الأمنية على الابتكارات والتطورات الحديثة في مجال تقنية المعلومات الأمنية، وإكساب المشاركين المهارات المهنية حول الجرائم المعلوماتية، خصوصا ما يتعلق بإجراءات التحقيق والتحقق من القرائن الدالة على مرتكب الجريمة المعلوماتية ومدى كفايتها. ويتناول الملتقى من خلال محاوره الأربعة (مفاهيم الجرائم المعلوماتية وخصائصها وأنواعها وصفات مرتكبيها، وإجراءات التحقيق في الجرائم المعلوماتية، وتطبيقات ونماذج على الجرائم المعلوماتية عربيا ودوليا، والجرائم المعلوماتية في دول مجلس التعاون الخليجي) جملة من الموضوعات المهمة منها: (الجرائم المعلوماتية.. المفاهيم والتحديات)، وأنواع الجرائم المعلوماتية، والأبعاد الاستراتيجية في مواجهة الجرائم المعلوماتية، وانتحال الشخصية الإلكترونية، وإجراءات الادعاء العام بالجرائم المعلوماتية، وإجراءات التحقيق في الجرائم المعلوماتية، ومشكلات إجراءات التحقيق في الجرائم المعلوماتية، والتحديات الجديدة في مجال الجرائم المعلوماتية، وجرائم ابتزاز الفتيات، واستخدامات الحاسب الآلي في غسل الأموال.