الحصول على مسكن مستقل حلم يراود أغلب السعوديين، خاصة الشباب منهم، وتورد أغلب الإحصائيات حول السكن والمساكن أن 30 في المئة فقط يملكون منازل في السعودية. وفي ظل الغلاء المستشري في أسعار العقارات والأراضي، يبدو أن ذلك الحلم لن يتحقق قريبا، أو حتى على المدى القريب. وبالطبع لا مفر أمامهم من اللجوء للإيجار، وهو الحل الذي يجعلهم بين فكي ملاك العمائر والبيوت، ولا يوجد هناك معيار ملزم لأسعار الإيجارات، فهي مسألة مزاجية تعود لصاحب المنزل وليس أمام المستأجر سوى الرضوخ، أو البحث عن مسكن أرخص. المحير في الأمر أن الأراضي البيضاء مترامية الأطراف، متوافرة في كل مدينة من بلادنا، لكنها بعيدة عن منال المواطنين محدودي الدخل، لأنها محتكرة من قبل كبار العقاريين والشركات العقارية الكبرى، الذين بالطبع لن يتخلوا عنها مقابل أرباح صغيرة، وحتى من يستطيع شراء قطعة أرض يقف حائرا أمام المبالغ المطلوبة للبناء في ظل غلاء مواد البناء وارتفاع أسعار الأيدي العاملة. أما اللجوء للبنوك للحصول على قرض سكني، فهو الدخول إلى جحيم لا مفر منه ولا فكاك، ولذلك لا بد من توفير حلول بنائية أخرى للمواطن، مثل المنازل مسبقة التجهيز، يستطيع بها الحصول على منزل يؤويه من دون زيادة الأعباء المادية على كاهله... وليهنأ محتكرو الأراضي بخوائها.