أقدّر الأمير ممدوح بن عبدالرحمن وأعرف حبه الكبير للنصر، لكن هذا لا يحول دون طرح تساؤلات ملحّة حول أغرب عقد رياضي تشهده الأندية السعودية، أعني عقد شركة ماسا مع النادي الأصفر، وهو عقد يكتنفه الغموض من بدايته إلى الآن، خاصة بعد أن رفضت الجهات الرياضية الرسمية القضية التي رفعها النادي العام الماضي طالبا إلغاءه؛ الأمر الذي رسم أكثر من علامة استفهام؛ حيث لا يوجد في قوانين العالم عقد لا يمكن إلغاؤه! لم أكن أود العودة إلى هذه القضية المليئة بالتناقضات والحيرة لولا أن الحديث حولها قد كثر خلال الأيام الماضية، خاصة من قبل المسؤولين عن الشركة بدءا بالحديث الموسع للأمير ممدوح، وليس انتهاء بمقابلة الأمير سعود بن ممدوح قبل يومين، مرورا بتصريحه الفضائي الشهير حول (البوفيهات).. فالأمير ممدوح ذكر أنه قدم عرضا للأمير فيصل بن تركي لتوسيع التعاون بحيث تكون ماسا (ذراع استثمارية) للنصر، ولن أسأل أين موقع الراعي الرسمي؟ لكني أقول إن المعطيات الحالية تجعل توسع (ماسا) بهذا الشكل يصيرها (ذراعا استعمارية)؛ لأنها حاليا تأخذ حقوقها كاملة دون أن تمنح النادي أي شيء من مستحقاته المتأخرة منذ عامين! ثم إن التجربة بهذه الصورة لا تشجع على الاستمرار أو التوسع، إضافة إلى أنها تسطح عملية الاستثمار؛ ففي الوقت الذي تتحدث الشركات عن استثمارات عصرية متطورة نجد أن الحديث عن بيع (سندوتشات الجبن) يشرح حجم المعاناة الحاصلة. إن الآلية الحاصلة ربما تظلم معها بعض الأعمال الجيدة؛ فعلى سبيل المثال تستغرب الجماهير تقديم مكافآت فوز للاعبين بمبلغ ألفي ريال من رئيس الشركة، في حين تمتنع الشركة عن دفع المبلغ المستحق عليها الذي يصل إلى مليونين ونصف المليون تقريبا، بل ما شعور اللاعب الذي يتسلّم هذا المبلغ ورواتبه متأخرة لعدة أشهر؟ وأين مصلحة النادي ودعمه والوقوف مع إدارته الناجحة؟! بغض النظر عن أي مبررات شائكة فإن عقد (ماسا) حرم النادي خمسة ملايين من شركة الاتصالات رغم جماهيرية الأصفر الفاعلة، وفوق ذلك حرم النصر ملايين أخرى ليصبح أول عقد مجاني يطالب أصحابه بالمزيد من المكاسب التي يتمتع بها طرف على حساب الطرف الآخر.. فإلى أين تسير الأمور؟!