لم تعرف البلاد منذ نشأتها أي نادٍ مفتوح للرماية، وكان هواة استخدام الأسلحة النارية من القناصين وغيرهم، يلجؤون إلى البراري الفسيحة والأودية والجبال؛ من أجل التمرّن والتدرّب، أو من أجل تعليم الصغار كيفية استخدام الأسلحة. وإثر مطالبات بالترخيص لأندية في هذه الهواية، أسوة بغيرها من الرياضات والهوايات، درس مجلس الشورى هذه المقترحات وشرّع في 2005 نظاما للأسلحة والذخائر، ضمنه جزئية تتعلق بالأندية، وأحاله إلى وزارة الداخلية، التي أقرت نظامه التفصيلي أواخر الأسبوع الماضي. وفيما يلي، آراء لمختصين ومهتمين بالقضية، يبينون من خلالها إيجابيات مثل هذه الأندية في الحد من بعض الحوادث، كما يطرحون من خلالها تصوراتهم عن هذه الأندية ومخرجاتها. ونبدأ بحديث مع اللواء الركن الدكتور محمد أبوساق رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الشورى. كانت اللجنة الأمنية في الشورى، من اللجان التي أسهمت إسهاما مباشرا في تشريع أنظمة أندية الرماية، وطرح المجلس في 2005 نظاما ل”الأسلحة والذخائر”، ونصّت المادة 12 منه على أنه “يجوز لوزير الداخلية الترخيص بفتح نواد للتدريب على الرماية، وفق ما تحدده اللائحة من ضوابط وشروط”. ووافق الشورى بالغالبية على المشروع، فأحيل إلى وزارة الداخلية، التي أقرّت الأسبوع الماضي نظاما للترخيص ودعت الراغبين بإنشاء أندية من المستثمرين إلى مراجعتها. دراسة التجارب وفي حديث مختصر أجرته “شمس” مع رئيس اللجنة، أوضح أنه شخصيا من المؤيدين لفكرة إنشاء أندية لتدريب الرماية، وقال أبوساق: “أعتقد أن الحكومة السعودية لم توافق على إنشائها إلا بعد دراستها والنظر في التجارب الأخرى المماثلة المتواجدة في الدول المتقدمة المرخصة لهذا الشأن”. وأكد، أن أندية تدريب الرماية ستقلل من إساءة استخدام الأسلحة بوجود أسلحة مرخصة في الميادين النظامية وبذخائر مختلفة مرخصة، مشيرا إلى أن وجود هذه الأندية يخفف كذلك من شغف المتدربين بحمل السلاح، كما أنها ستحد من وجود الأسلحة غير المرخصة التي لن يحتاج إليها هاوي الرماية بعد أن توافرت الأندية. فوائد سياحية وأضاف أبوساق: “لهذه الأندية أيضا فوائد سياحية إلى جانب الفوائد الأمنية”، مشيرا إلى الارتباط الوثيق بين الخدمات السياحية وبين توفير مستلزمات الهوايات والرياضات. فالسائح يبحث عند اختيار وجهته عن مكان يمكنه فيه أن يمارس هوايته، والترخيص لأندية الرماية سيتيح للسياح ممارسة هواياتهم في البلد، كما سيُتاح للسياح من الخارج أن يمارسوا نشاط الرماية بيسر. محال الأسلحة إلى ذلك، أوضح أبوساق، أنه ليس فتح محال أكثر لبيع الأسلحة المرخصة، مؤكدا أن فكرة الأندية أفضل، في هذا المجال. فهواة الرماية ليسوا ملزمين بعد الآن باقتناء سلاح لممارسة هوايتهم، بل يمكنهم الاتجاه إلى النادي ويجدون هناك أنواعا كثيرة من الأسلحة التي يرغبون باستخدامها.