استهلت الندوة الدولية عن إدارة الكوارث، التي تنظمها وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للدفاع المدني أعمالها، صباح أمس، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتيننتال، وتستمر إلى 17 شوال الجاري، بورقة عمل قدمها مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الدكتور ساعد العرابي الحارثي رئيس اللجان والحملات الإغاثية السعودية بعنوان (الاستجابة السريعة لمملكة الإنسانية في التعامل مع الكوارث والأزمات الإنسانية). وأكد الدكتور الحارثي، أن السعودية دأبت منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله على مد يد العون والمساعدة لإغاثة الشعوب المنكوبة؛ إيمانا منها بأنه واجب ديني يحث عليه الدين الإسلامي الحنيف والهدي النبوي الشريف، مشيرا إلى أن السعودية، وبقيادة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حققت المركز الأول عالميا في دعم الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية من دون تمييز؛ ما أكسبها سمعة عالمية لشفافية ما تقدمه من دون شروط أو امتنان. وسلط مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الضوء على منجزات اللجان والحملات الإغاثية السعودية في فلسطين، أو العراق، ودول شرق آسيا المتضررة من الزلازل والمد البحري، ولبنان وباكستان وأفغانستان، موضحا أن إجمالي تكاليف تمويل البرامج والمشاريع الإنسانية التي نفذتها اللجان والحملات الإغاثية السعودية التي تجاوزت أكثر من 145 برنامجا إنسانيا ومشروعا إغاثيا، بلغت مليارا و964 مليونا و14 ألفا و298 ريالا، مشيرا إلى أنها تمثل التبرعات الشعبية وليست الحكومية، لافتا إلى أن تلك اللجان لا تزال تواصل أعمالها وبرامجها في الدول المتضررة بنسبة إنجاز وصلت إلى 85 في المئة. استراتيجيات الكوارث تواصلت أعمال الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الدكتور عبدالرحمن هيجان عضو مجلس الشورى، بورقة بريطانية قدمها الجنرال ميشيل شارلتون ويدي، حيث قال: “إن الكوارث ليس لها وقت وزمان، وأحيانا يكون التاريخ فيه شيء من الغرابة؛ فقد وضعنا قانونا للحماية المدنية في عام 1998م، فيما يتعلق بالحماية المدنية لكي تكون أكثر شيوعا؛ لأن هناك ملايين البشر أصيبوا في الكثير من الكوارث”. من جانبه ألقى الدكتور حسين عزيز صالح ورقة بعنوان (الاستراتيجية العملية المبنية على البحث العلمي والتطوير والابتكار لإدارة الكوارث وتأمين خطط عمل مواجهتها والتخفيف من آثارها في البلدان العربية)، وألقى العميد علي بن عطا القثامي مدير الإدارة العامة للحماية المدنية ورقة بعنوان (استراتيجية إدارة الكوارث في المملكة)، وقال: “إن قاعدة البيانات الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث وضعت معايير لهذا الأمر تتمثل في وجود أكثر من عشر حالات وفاة والإعلان عن ضرر 100 شخص، والإعلان في حالة الطوارئ من قبل الحكومة أو الجهة ذات الصلة، وبناء على طلب من الحكومة الوطنية؛ للحصول على المساعدة الدولية”. مصادر ومخاطر الكوارث وفي الجلسة الثانية، التي رأسها الدكتور علي الغامدي وكيل جامعة الملك سعود للبحث العلمي وكانت بعنوان (دور التقنيات الحديثة في إدارة الكوارث)، قدم حسام يوسف عزالدين رئيس وحدة التخطيط بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالسعودية ورقة بعنوان (دور إدارة المعرفة والذكاء الاصطناعي في زيادة فاعلية منظمات الإغاثة)، أما الورقة الثانية فتحدث فيها رومانو لامبارتي من شركة سيسجيو الإيطالية لتحديث نظم السكك الحديد، وكانت بعنوان (دراسة خطوط السكك الحديدية من منظور جديد من خلال النظام الآلي لمراقبة التشوهات التي تحدث فيها واكتشافها)، فيما كانت الورقة الثالثة التي تحدث فيها الدكتور دانييل دالا جستين أستاذ كلية الهندسة والمصادر الصناعية بأمريكا، فكانت بعنوان (التخطيط للكوارث الجاهزية غير المتوقعة)، وتحدث عن أهمية التدريب والعمل على مشاركة أفراد المتجمع في التدريبات، واحتمالية وقوع الكوارث في أي وقت، مع أخذ الاحتياطات التي تحد من الخسائر البشرية والمادية، وكانت الورقة الرابعة التي تحدث فيها العميد جميل محمد أربعين مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، بعنوان (مواجهة الكوارث باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وكيفية استخدام النظم الجغرافية لمواجهة الكوارث وتحديد مصادر الخطورة). الكوارث والتقنيات الحديثة وتعرضت الجلسة الثالثة من أعمال الندوة، التي ترأسها اللواء الدكتور فهد أحمد الشعلان، إلى عدد من أسس ومتطلبات إدارة الكوارث، وبدأت بورقة بعنوان (زلزالية غرب وجنوب غرب المملكة وعلاقتها بعمليات الاتساع الحركية المصاحبة لنشأة وتطور البحر الأحمر)، للدكتور طلال علي مختار أستاذ الجيوفيزياء بكلية علوم الأرض بجامعة الملك عبدالعزيز، تلتها ورقة بعنوان (استراتيجية الجيولوجيا الهندسية لتخفيف الكارثة وفق اشتراطات إعادة التأهيل والبناء لمدينة جازان) للمهندس محمد فؤاد باعامر من الهيئة السعودية للمساحة والجيولوجيا. وعرض مشاركون من كل من بنجلاديش ومصر والسعودية خلال الجلسة ملامح من الاستراتيجيات المعتمدة لإدارة الكوارث، بينما قدم المقدم عبدالله محمد القرني من منسوبي المديرية العامة للدفاع المدني تقييما لبرامج مرحلة الاستعداد لإدارة الكوارث في السعودية. في السياق ذاته، تواصلت أعمال الجلسة الرابعة بأربع أوراق بحثية بدأها سعيد محمد غنام من منسوبي الهيئة العامة للطيران المدني بالسعودية، بورقة بعنوان (ضغوط العمل تهدد سلامة الطيران)، تلتها ورقة بعنوان (إدارة الكوارث كأحد أبعاد التنمية المستدامة للمهندسة) فاطمة عبدالمنعم الباحثة بالمركز القومي لبحوث البناء والإسكان في مصر.. ثم ورقة بعنوان (أثر الضغط والحرارة في تنامي مخاطر كوارث الحرائق النفطية) للعميد الدكتور علي بن سعد الشهراني بالمديرية العامة لحرس الحدود بالسعودية، كما ألقى البروفيسور دورجادس الأستاذ بجامعة نيودلهي ورقة بعنوان (الآثار الناجمة عن الكوارث وآثارها في التنمية).