لما بدت الإجازة، وانشغلت الخطوط البرية هذا اللي رايح وهذا اللي جاي، اللي راكبين جمس يمرونك ما يناظرون، واللي سيارته صغيرة وسريعة يمر زي الفشقة من جنبك وأنت عينك على العداد تخاف يطق عليك كفر وتشرد وراعينك بنص الشوارع ولا تلاقي اللي يوقف لك، وتعال شف كل سيارة وش شايلة فوق غمارتها، فيه ناس طحاطيح شارين هدايا زل لقرايبهم، وفيه زحازيح هذولا يشترون دفايات وسياكل للورعان، وفيه ناس راعين مفاطيح دايم تلاقي العفش اللي شايلينه يا قدر طبخ يا ملاس يا خيمة.. إلخ، وفيه ناس سلاتيح هذولا يا حسرة عيني يا دوب ياخذون الفرش اللي راح ينامون عليها عند قرايبهم لأن الحال من بعضه الله يرزقنا الجنة سبحان الله كل شي ممكن يكشف لك شخصية هالسيارات المسافرة، خصوصا لا صار اللي يراقب مثل حالاتنا مرات يصير نيوتن، ومرات بيتهوفن، ومرات يحيى الفخراني، التبحلق في الناس يخلي مخك شغال أحسن من أنك تشغله بحساب الأسهم متى تربح ومتى تخسر، ودنا نسوي كتاب ونسميه (اكشف نفشك من خلال عفشك)، ونفشك هي نفسك بس عشان تصير موسيقية ويطلع العنوان مليان خليناها كذا.