تستدعي ذاكرة الصحافي والأديب خالد المالك رئيس تحرير الزميلة “الجزيرة” عددا من الغائبين الذين احتلوا مساحات كبيرة في وجدانه ووجدان من عرفهم.. غيّبهم الموت ولكنهم حضور في القلب والذاكرة التي تحتضنهم متألقين يضيئون بآثارهم ذكراهم، ولذلك رصدهم في كتابه السابع الذي صدر حديثا تحت عنوان “عيناي تدمعان” من القطع المتوسط في 252 صفحة، يسجل فيه أحاديث النفس ونجواها حول ثلة من الذين ارتبط بهم الكاتب ورحلوا عن دنيانا، فوقف معهم يسيل خواطر صادقة تترجم عبرات النفس وآلام الفقدان. في هذا الكتاب يغسل المالك أحزانه بدموع تتقطر حرقة على أحباب وأعزاء كان لكثير منهم حضوره في الوجدان الوطني والعام، وبعضهم يحضر في خصوصية من صميم حزن النفس ومعاناتها آلام الافتقاد، وبأسلوب أدبي رفيع يسجل خواطره عن شخصيات الكتاب التي انتقلت إلى دار البقاء، فيكتب إشراقات من سفر حياتهم تضيء مسيرة حياة كاملة من حسن الصحبة وجمال المعشر ومحاسن الأخلاق وكريم الخصال والصفات. سبعة وخمسون راحلا تناولهم المالك بكل شفافية، متمتعا بقربه منهم حين كانوا بيننا في دنيانا، ويبدو واضحا أن الموت أو الرحيل لم يفصله أو يبعد المسافة بينه وبينهم، فكل خاطرة ولوعة ودمعة في حروف دفتر الأحزان تؤكد أن الراحلين لم يبارحوا قلب الكاتب، فهو يضعهم أمام قارئهم وكأنهم رحلوا البارحة، وذلك قمة الألق والفيض الوجداني الصادق الذي يحتفظ بالراحلين في داخله بكل صدق الإحساس والمشاعر. ويضيف المالك هذا الكتاب إلى قائمة مؤلفاته التي تضم: حمد المنصور المالك - سيرة حافلة بالعطاء، أبكيك يا ولدي، رحلة ملك، العواصم الإسلامية بين حلب وطشقند، مشاركات منبرية، رؤيتي الصحفية.