انتهت عاصفة الدراما الرمضانية، ولم تنتهِ ردود الفعل حول ما تم تقديمه في المحطات العربية، فلا تزال المجالس الفنية ترفع عملا وتنزل آخر، ولكل ناقد فني وجهة نظره التي بنى عليها آراءه الدرامية.. أكثر من 90 عملا عربيا صُرف عليها ملايين الريالات.. وتسابقت على نيل رضى المشاهد طوال شهر كامل.. “شمس” اقتحمت تلك المجالس واستمعت إلى أحاديث المنتمين إلى الوسط الفني ونقلتها لكم كما هي.. انحدار عربي الكاتب والناقد سعد المدهش ذكر أنه لا يزال يلزمنا الكثير من الوقت والجهد للحصول على دراما سعودية تستطيع أن تدخل إلى كل بيت عربي، وقال: “هنالك من سبقنا بسنين في مجال الفنون، وبلا شك أننا نلاحظ أنهم يقعون في نفس الأخطاء التي نقع فيها”، وأضاف متسائلا: “أين المعاهد التي تخرج كوادر فنية لدينا؟ أين البنية التحتية للعمل المسرحي والدرامي؟ كل ما نشاهده هو مجرد اجتهادات شخصية، واستطاعت أن تزاحم وتوجد لنفسها هوية”. وأكد المدهش أن النص هو عمود العمل الدرامي ومع ندرة الكتاب الجيدين، سينتج ندرة للأعمال الجيدة، والانحدار الذي تعيشه الدراما في المحتوى هو انعكاس وردة فعل لانحدار الذائقة في الفنون الأخرى كالطرب وغيره. السوريون نجحوا ويخالف المدهش الرأي المخرج رجاء العتيبي الذي رأى أن الأعمال المصرية والسورية حققت نجاحا كبيرا بسبب الرؤية الفنية العالية والقوة الإخراجية، وقال: “ورغم أن المسلسلات الخليجية مدعومة ماليا، إلا أن ذلك لم يجعلها في مستوى المنافسة؛ حيث تجد أن معظم المسلسلات الخليجية تصور داخل صالة أو مزرعة أو شقة قديمة أو محل تجاري أو مكتب، ولم تستطع التخلص من هذه (اللوكيشنات)؛ نظرا إلى بحث المنتج عن التوفير”، وتابع: “المسلسلات السورية فاقت المسلسلات الخليجية في قوة الإنتاج وتوظيفه لصالح العمل، فنرى أماكن تصوير مكلفة ماليا مثل الصحراء أو بناء قرى قديمة، والحواري الشعبية، وأقل من ذلك المسلسلات المصرية”. وعن أسباب إخفاق الدراما الخليجية قال العتيبي: “هناك ضعف واضح في الحوار لدى المسلسلات الخليجية يتضح في المستوى المبالغ فيه بالتهريج والاستهبال، و(الدش) سواليف نقّاد لا يرتقي إلى شروط الحوار الدرامي الذي يختلف عن الحوار في الحياة العادية”، وتابع: “الحوار الدرامي (حوار متطور) يسير إلى الأمام، ويدفع بالأحداث نحو العقدة، في حين نرى الحوار في المسلسلات السورية مكتوبا وفق الشروط الفنية مملوءا بالتوتر والقلق والصراع؛ ما يضفي على المسلسلات نوعا من التشويق”. واعتبر العتيبي أن الدراما السورية هي الأنجح على مدار العامين الماضيين. نحن أميون دراميا سلط الكاتب والناقد الفني محمد السحيمي الأضواء على المسلسلات البدوية التي عرضت هذا العام، وسخر من طريقة المعالجة الدرامية لأحداثها، وقال: “من يقدمون هذه الأعمال افتقدوا أبسط أبجديات العمل الدرامي، وتخيلوا معي في أحد الأعمال المسلوقة التي تسمى بدوية هناك من يقدم فنجان القهوة بيساره، وهناك من يأكل بكلتا يديه، وآخر ينام في الخيمة في عز الظهيرة”، وواصل: “كل هذا امتداد لما ألفناه من استخفاف ب(ربعنا) الأميين دراميا وفنيا”. وذكر السحيمي أن مسلسل أم الحالة للمخرج ثامر الصيخان هو أجمل عمل درامي سعودي تابعه في رمضان، خاصة إذا ما وضع في الحسبان أنه موجه للشريحة الشبابية (المصرقعة). (بيني وبينك) وبس! وبعكس ما أورده النقاد دافع كاتب مسلسل بيني وبينك عن عمله، وذكر أنه سعيد جدا للنجاحات والأصداء الكبيرة التي نالها، ولم ينغص متعة العرض على المشاهدين إلا التوقيت الذي اشتكى منه مجموعة من سكان المنطقة الوسطى والشرقية لتزامنه مع صلاة العشاء، متمنيا أن يحظى العمل بوقت عرض أفضل.