أصبح هروب محترفي الاتفاق الأجانب, وعدم إكمال مسيرتهم مع الفريق في الموسم الحالي، أشبه ب (مسرحية هزلية) تباينت فصولها واختلفت أدوارها، خصوصا مع التغييرات الجذرية الأخيرة التي أحدثتها الإدارة على مستوى الفريق العام, وصارت الحلقة بينهم وبين الأجهزة الإدارية كحلقة مفقودة، أدت إلى العديد من القرارات الهامة التي اتخذتها الإدارة من أجل التصحيح, مثل: حل الجهاز الإداري والبحث عن بديل, فضلا عن تسارع الخطوات لرأب الصدع الذي خلفه هروبهم، خاصة أن الإدارة حاولت قدر المستطاع نسيان ما خلفه هروب المحترف الجزائري الحاج عيسى قبل انطلاق منافسات الموسم, وما تبعه من تداعيات وشكاوى وأمور أخرى. ونتيجة لهذا الوضع الخانق, فتحت “شمس” ملف هذه القضية التي أضحت حديث الوسط الرياضي بشكل عام, والاتفاقي على وجه الخصوص.. في البداية قال خليل الزياني، نائب رئيس الاتفاق: إنه لا يجد أي مبرر وراء هروب المحترفين الأجانب, وأضاف: “إذا كانت هناك مطالبات منهم، سواء من سكن أو خلافه، فإن ذلك ليس مدعاة للهرب واختلاق الأعذار, فكان يجب عليهم أن يعالجوا الأمر مع الإدارة، وحلها بشكل ودي، خصوصا أنهم ملتزمون بعقود رسمية، وقد تسلموا كافة مستحقاتهم, وأن يحكموا عقولهم ويفكروا بالمنطق وعدم الاستعجال، والالتزام ببنود العقد”. وتساءل مستغربا: “هل نسمي ذلك احترافا منهم؟!”.. وبين قائلا: “أعتقد أنه احتراف ناقص, وكان خطأ أن يتعاملوا بهذا الأسلوب, وحتى إن كانوا قد اشتكوا من الوضع الإداري، كان يجب أن يطرقوا باب الإدارة بوجود الرئيس ونائبه وأمين الصندوق والأمين العام, وليس أن يتعذروا بأعذار واهية، ويتنصلوا من إكمال مشوارهم مع الفريق”, وزاد: “نادينا ليس مسؤولا عن هروبهم فهم افتعلوا مشكلة من لا شيء, وكان قدرنا أننا تعاملنا مع مثل هذه العقليات من اللاعبين, ونحن لا نتهم أحدا ونؤكد أن هناك أيادي خفية وراء تنفيذ مخطط الهروب”. ولم يحمل خالد الحوار، مسؤول الاحتراف بالنادي مسؤولية ما حدث لشخص بعينه, وقال: “لا ندري حتى الآن أسباب هروب البنمي جارسيس، والعماني خليفة عايل، حتى نجلس معهما ونعرف منهما حقيقة دواعي سفرهما وتركهما الفريق في هذا الوقت الحساس.. فابتعاد جارسيس مجهول؛ حيث لم يشتك من سوء معاملة أو سكن أو مستحقات متأخرة, أما عايل، فأستغرب تذمره من الوضع المعيشي على الرغم من أنه في البداية كان يسكن في منتجع شاطئ الغروب، المملوك لعضو الشرف الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله، وطلبت منه الإدارة تحويل سكنه إلى أحد الفنادق الكبرى على كورنيش الدمام، وهو نفس السكن الذي اختاره اللاعب بعد فراغه من مباراة قطر”, وزاد: “أحب أن أطمئن الاتفاقيين أن عايل سيعود للدمام بعد تمتعه بإجازة العيد في بلاده, وبالنسبة لهروب الجزائري الحاج عيسى، فأعتقد أنه كان يخطط لذلك بعد أن طالبه مسؤولو نادي بورتسموث الإنجليزي بالانضمام لتدريبات الفريق لتجربته”. فيما استنكر سلمان نمشان، مساعد إداري الفريق، هروب اللاعبين وتنصلهم, وقال: “مادام عقدهم ساريا مع النادي، كان يجب عليهم أن يلتزموا به ولا يخططوا للهرب, فجارسيس وعايل تسلما مستحقاتهما، وهيأت لهم الإدارة سكنا مناسبا، ووجدا معاملة طيبة من الإدارة والجهاز الإداري، بدليل أن الرئيس عبدالعزيز الدوسري، كان يوصينا بتذليل كافة المصاعب التي تعترضهم، ونطبقها بحذافيرها, فيما كان هروب الحاج عيسى حالة استثنائية لأنه لم يتسلم مستحقاته في البداية، وآثر الابتعاد بمحض إرادته”. وأوضح أنه ربما لم يتأقلم جارسيس مع الوضع المعيشي في السعودية؛ نظرا إلى اختلاف الطباع الدينية والاجتماعية، وأمور أخرى, مضيفا: “الأندية السعودية تطبق الاحتراف كما يجب, بل تمتلك خبرات إدارية قادرة على السير بنظام الاحتراف نحو الأفضل, وأعتقد أن العيب والتقصير يكمن أن في اللاعب الأجنبي نفسه”. ومن جانب آخر، أكد محمد السراح، عضو لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القدم، أنه على إدارة نادي الاتفاق أن ترفع للجنة الاحتراف تفاصيل القضية، وبدورها ستقوم اللجنة بدراسة الموضوع بكامل جوانبه، وإذا كان للنادي حقوق فإن لجنة الاحتراف ستخاطب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لحفظ حقوقه. وفيما يتعلق بما تردد حول هروب العماني خليفة عايل، لاعب الاتفاق، توجهت “شمس” إلى عبدالله الشريدة، وكيل أعماله، الذي أكد أن اللاعب لم يهرب وإنما استغل فترة الإجازة التي منحها الجهاز الفني للفريق، وغادر إلى بلاده من أجل زيارة أهله والاطمئنان عليهم، وأشار إلى أنه سيعود. وكان عبدالله الشريدة، وكيل أعمال الجزائري الحاج عيسى، قد واجه هجوما لاذعا من الاتفاقيين الذين أشاروا إلى أنه ورطهم في صفقات فاشلة لم يكتب لها النجاح، مستشهدين بصفقتي المهاجم البرازيلي كاريكا، الذي انتقل للكويت الكويتي، والحاج عيسى. وهو الأمر الذي أثار حفيظة الشريدة، الذي أكد في تصريح خاص نشرته “شمس” أن الحاج عيسى لم يشك منه، بل من سوء معاملة الاتفاقيين، خصوصا جهاز الكرة في الفريق. وهو ما اتضح في تصريحاته بعد مغادرته وشكواه من عدم توفير السكن المناسب، وصرف مبلغ لا يتجاوز الألف ريال. وتساءل: “هل ينتظرون مني أيضا أن أسكنه في بيتي وأصرف عليه؟” وبين أن سوء المعاملة إساءة لأندية الوطن، وليس للاتفاق فقط! وكشف الشريدة أنه اضطر إلى شراء واق للساق (كسارة) ليلبسها اللاعب في مباراة هجر الودية، متسائلا: “هل يصلح هذا الكلام؟!”