«مُدن الفقرِ لا تنام، مُحملة بأحزان الأنام! لا حياة لِلفكرة، لا وجود للحظة إلاّ في سرداب ضياعٍ يمتصُ الوجود!» ذاك جزءُّ من حديثٍ دار بيني وبين صديقي من بعدِ أن تجاذبنا الحديث لنتحدث عن رمضان والفقر! رمضان شهر الطاعات، شهر العبادات. يعيش الفقراء حيثُ لا مأوى لهم إلاّ الألم والحرقة على حالٍ أرهق كواهلهم! وحياة مستأجرة تطلبهم آخر الشهر بتسديد قيمة الإيجار! بينما في بيوتنا.. ننعم بأجهزة التكييف، وليس لهم ما يبرد عليه مشاق الدنيا! ننعم بالمأكل والمشرب وهم يتضورون جوعا يَصلون الليل بالنهار ليس رغبة إنما محنة! وفي هذا الشهر حري بِنا أن نعين إخواننا، أن نجوع لجوعهم، أن نبكي لبكائهم، أن نعينهم بما نستطيع.. ومن فرج عن مسلمٍ كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة! لذا كان من المهم جِداً لنا أن نفيد من الشهرِ في الطاعات والعِبادات نتقرب بها لوجهِ الله بالصدقات وبالعبادات، وإن الصدقة لتطفئ غضب الله عز وجل وإنْ لبسمة طفلٍ فقير يبتسم لما قدمنا لخير مِنْ كلِ حياة لا نُحس فيها بالآخرين، وما نحنُ إلاّ منتحرون ونحنُ نجعل من جسدنا يموت من الجوع والألم، لنكن من رمضان كالجسد الواحد إذا اشتكى منا عضو سمعنا لشكواه ونظرنا في مصابه وحللنا عقده وعالجنا ألمه، إنا بذلك نسعدُ والله لا نشقى بعد ذلك أبدا..