.. لم يكن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم.. يمثّل أعظم شخصيات التاريخ لدى المسلمين فقط.. فهو كذلك وفوق ذلك.. لكن جموعا كثيرة من كبار المفكرين.. والأدباء.. والكتاب.. والعباقرة.. من ديانات مختلفة.. كتبوا عن النبي (محمد) ربما بأكثر مما كتب عنه في المكتبة الإسلامية.. نستعرض هنا بشكل يومي أهم وأبرز ما كُتِب عن شخصية الرسول العظيم.. عبْر عرض موجز لهذه الكتب.. ونقدم اليوم هستون سميث في كتابه (رسالة مُحمّد). قد لا يعرف كثير من الناس، أن الكتب التي تصدر في الغرب يوميا عن الإسلام ونبيه الكريم، أكثر من التي تصدر في بلادنا الإسلامية، بحسب أنْ نعلم أنه منذ أحداث 11 أيلول، صدر أكثر من ألف كتاب عن نبيّ الإسلام، معظمها دراسات محايدة وموضوعية، بل إن بعض هذه الكتب أفضل بكثير مما ألّفه الكُتّاب العرب والمسلمون؛ ونظرا إلى كثرة هذه المؤلفات؛ فقد تشابهت أو تكررت العناوين، كما تشابه أسماء المؤلفين! ومن هذه الكتب القيمة، ذلك الكتاب (رسالة مُحمّد)، الذي ألّفه الفيلسوف الأمريكي هستون سميث، وهو كتاب لا غنى عنه للباحثين عن الحقيقة، يقول فيه المؤلف: إن أثر دعوة الرسول مُحمّد آية من آيات التاريخ لم يعرف لها مثيل . سياسة محمد كما يتحدث عن سياسة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيقول: لقد حكم النبيّ قومه في جزيرتهم وقام بالأمر زمنا في المدينة.. فهو هنا ملِك لا على قلوب فئة من المحبين المخلصين وحسب، بلْ على حياة أُمة كاملة، هو قاضيها وقائدها، وهو كذلك معلّمها وهاديها، وإن أعداءه أنفسهم ليعترفون باضطلاعه بهذا العمل الجديد ببراعة وكفاية . ويضيف سمث: إن الخاصية المميزة للإسلام لا تقوم على المُثل العليا التي يرفعها أمام أتباعه بمقدار قيامها على الوسائل العملية التي يرشد بها المسلم إلى إدراك تلك المُثل العليا . وسائل الإسلام ويصف الوسائل العملية التي توسّل بها الإسلام لإصلاح الأحوال الاجتماعية ورياضة الأُمم على قوانين الأخلاق والمروءة، وينوّه المؤلف بالزكاة، منبها إلى مقدارها بالنسبة المئوية للثروة المملوكة، فليست هذه النسبة محسوبة بمقدار الربح والمورد المتجدد، لكنها في جملتها تصل إلى 40 جزءا من الثروة المملوكة على اختلاف المتاع والحطام، وهو مقدار كافٍ لسداد خُلّة المجتمع في هذا الباب، ولا يقلّ عن الزكاة شأنا في سياسة المجتمع ورياضته على الأخلاق الصالحة؛ لأنّ الإسلام يقرن الملكية بالعمل، ويُحرّم الربا الذي كان يؤخذ أيام الجاهلية أضعافا مضاعفة بغير عمل يعمله صاحب الدين، وشبيه بهذا الحكم في سياسة المجتمع توصية الإسلام بتداول الثروة وكراهته لحصرها واحتكارها، وإيجابه على المسلم أن يعمل للأمة عملا يستحق به لقمته من الطعام. أسرع الأديان ينظر المؤلف بنظرة شاملة إلى مستقبل الإسلام بين الأديان، فيقول: إنه في هذا العصر كما كان في العصور الغابرة أسرع الأديان إلى كسب الأتباع المصدّقين، وإنه على الرغم من قِلّة دعاته وكثرة الدعاة إلى المذاهب المسيحية تكاد نسبة الداخلين فيه تساوي نسبة عشرة إلى واحد ممن يتحولون من عقائدهم .