كشفت لجنة الظواهر السلبية بالحرم المكي، بعد القبض على أحد المتسولين، مدعيا أنه شيخ شمل لقبيلة سعودية، عن وجود مراكز تدريب للتسول بأرياف إحدى الدول العربية، تقوم بتجميع أبناء الفقراء وخريجي السجون، وتلحقهم ببرامج تدريبية وفق طرق حديثة، من أجل تمكينهم من التسول بسهولة، والحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال. ولم يغفل القائمون على تلك المراكز تعليم منسوبيها اللهجات الخليجية، وكيفية التخفي من جهات الاختصاص. شيخ قبيلة مزعوم وكان رجال الأمن اشتبهوا في أحد الأشخاص بعد مشاهدته وهو يقابل أعدادا كبيرة من المعتمرين والزوار، ومن كافة الجنسيات، أفواجا وأفرادا، ويقوم غالبيتهم بإعطائه نقودا. وبادر رجال الأمن بزرع بعض الأفراد وسط المعتمرين للكشف عن حقيقة تصرفات الرجل وطبيعة نشاطه، حتى نجحوا في الكشف عن امتهانه التسول؛ مدعيا أنه شيخ شمل لإحدى القبائل السعودية، ويقوم بجمع فدية من المال؛ بغية عتق رقبة أحد أبناء قبيلته، تسبب في حادث مروري راح ضحيته أشخاص من قبائل أخرى، وكان يحرص على ترديد عدد من الآيات القرآنية والأقوال المأثورة من السنة، وهو ما مكنه من أسر قلوب البسطاء من المعتمرين، الذين لم يتوانوا في مد يد المساعدة، كل حسب استطاعته المادية. اعترافات متسول أحد العناصر السرية أبدى تعاطفا مع الشيخ المزعوم، وذكر له أنه يعرف أحد التجار، وسيتوسط له للحصول على مبلغ كبير من المال منه، وهو ما دعاه للذهاب معه ليتفاجأ بعد ذلك بدخوله إحدى غرف اللجنة الأمنية، حينها لم يتمالك نفسه فأدلى باعترافات كاملة أمام اللجنة، قال فيها: إنه تخرج في مركز للتدريب على التسول في منطقة ريفية ببلده، وأنه سبق له القدوم إلى السعودية في أعوام مضت خلال مواسم الحج والعمرة؛ ليعود مظفرا بالغنائم المالية، وهو ما أكسبه إعجاب مسؤولي المركز، فكافأوه بإيجاد عمل له في مكةالمكرمة، موزعا بإحدى شركات المواد الغذائية القريبة من منطقة الحرم المركزية، من جهة الشبيكة، على أن يتفرغ في خارج دوامه لممارسة التسول. مشيرا إلى أنه لم يمض على قدومه أكثر من شهر. متابعة أمنية مشددة الشيخ المزعوم قال ل «شمس»: إن الشخصية التي يتقمصها لم تكن من بنات أفكاره، وإنما بتوجيه من مركز التسول في بلده، والذين زودوه بالسرد القصصي لحبك مهمته. أما عن حصيلته المادية التي خرج بها قبل ضبطه فقال: إنها لم تتجاوز الألفي ريال، نظرا للمتابعة الأمنية المشددة بالحرم وساحاته. وقال: «إن المركز خرج العديد من زملائه وأمن لهم أعمالا في عدد من دول الخليج، كالإمارات والبحرين». وقال: «إن هناك آخرين في بعض المدن السعودية، كالرياض وجدة والدمام، وجميعهم تم إحضارهم بإقامات تحمل مهنا متواضعة». شيخ الشمل المزعوم توسل إلى رجال الأمن لإخلاء سبيله؛ خوفا من المضايقات التي قد يتعرض لها عند وصوله إلى بلده، لكن من دون جدوى، حيث جرى استكمال باقي الإجراءات النظامية بحقه.