يعود تاريخ الاستيطان البشري في جزيرة تاروت المحاذية لواحة القطيف حتى سبعة آلاف سنة في أعماق التاريخ، وعلى الرغم من التجاهل الذي طال الجزيرة لعقود إلا أنها على موعد مع التوهج الثقافي والسياحي مستقبلا من خلال استغلال موجودات الجزيرة في الجانب التاريخي والأثري من أجل تنشيط العمل السياحي. وكانت الجزيرة التي تعد في بعض البحوث منشأ الشعوب السامية الفينيقية، قد أخذت اسمها من اسم الآلهة السامية القديمة عشتاروت، التي يعتقد أنها استقرت لفترة ما في تاروت قبل أن يهاجر الفينيقيون إلى سواحل المتوسط ويستقروا في صيدا وصور في جبل لبنان. وعُثر في الجزيرة على مقتنيات أثرية غاية في الأهمية التاريخية، كما لا تزال بعض شواهدها الأثرية قائمة حتى الآن ومن بينها قلاع تعود إلى عدة قرون. ونظرا إلى أهميتها الاستراتيجية حيث إنها ثاني أكبر جزيرة على الخليج بعد البحرين، فإن الجزيرة كانت وصلة في النشاط التجاري البحري من خلال اتصالها بالخطوط البحرية الآتية من الهند، وقربها من موانئ العالم المأهولة كميناء البصرة والموانئ الإيرانية. وهي إلى ذلك نقطة بدء لدروب برية تتجه من القطيف نحو شمال الجزيرة العربية وغربها وكذلك إلى الشام، عبر الطريق الذي قطعه سكان تاروت الأوائل في هجرتهم القديمة. وخضعت الجزيرة لمحاولات السيطرة من قبل القوى البحرية التي تجول في الخليج منذ القدم، وقد مرت بها أجزاء من جيوش الإسكندر في حملاته الآسيوية، كما كانت هدفا للاستعمار البرتغالي في القرن السابع عشر، ومن بعده التركي حتى مطلع القرن العشرين.