أحد المخرجين السعوديين الذين استطاعوا في السنوات الأخيرة أن يشكلوا حضورا فنيا جيدا في المسرح السعودي، إضافة إلى دعم المواهب وتدريبهم على مهارات الفنون.. هذا هو مدير شعبة المسرح في جمعية الثقافة والفنون بالرياض المخرج رجاء العتيبي، الذي التقته "شمس" في حوار لم يخلُ من الصراحة.. فإليكم ما دار بالتفصيل: * ما رأيك في بخصوص كتابة السيناريو لدينا في السعودية، خصوصا في الأعمال الرمضانية؟ بالنسبة إلى كتابة السيناريو فهي أزمة حقيقية، خصوصا في رمضان؛ ففي معظم المسلسلات نشاهد الأبعاد الاجتماعية والنفسية للشخصيات ليست واضحة، وهذه مسؤولية النص، ومتى ما وجد النص المناسب كان الأداء أجمل، وجميع ما يحدث من غث ومعمعة والتهريج كلها مسؤولية النص وإذا لم يوجد النص الجيد يضطر الممثل إلى أن يعيد ويعدل، وجميع ما نشاهده في المسلسلات هو عبارة عن إضافات ممثلين لا أقل ولا أكثر، والكثير من المؤلفين يفاجأ بنص آخر غير الذي سلمه للقائمين على العمل، وأنا أتكلم بشكل عام ومن دون تحديد، فهذه هي الصبغة العامة للأعمال ومن يتابع النصوص الموجوده الآن يجد حوارا مفككا ومملا. * ماذا عن المسرح السعودي.. وماذا قدم وما هي الجهات الداعمة له؟ المسرح في تطور مستمر، خصوصا من قبل أمانة مدينة الرياض، حيث تجد المسرح الجماهيري المتكامل وهو غير عادي فعلا وزاد الحضور والإقبال، وبالنسبة إلى وزارة الثقافة والإعلام وجمعية الثقافة والفنون بفروعها فهي تقدم المسرح الجاد والأكاديمي وبإشراف متخصصين في هذا المجال، وهو شيء جميل أن يكون لدينا النوعان الجماهيري والمتخصص اللذان يقدمان أعمالا مسرحية بمضمون جيد، والحضور الجماهيري الكبير يدل على أن الجمهور فعلا متعطش للمسرح والفن الجيد، وهذا ما تعمل عليه أمانة مدينة الرياض في برنامجها الثقافي الأسبوعي. * ما التحضيرات للمسرح في أيام العيد؟ الجميع الآن يعمل ويحضر للمسرح في العيد تحت إشراف أمانة مدينة الرياض، أما وزارة الثقافة والإعلام فنشاطها سيبدأ بعد العيد وهناك اتفاق شبه ضمني على من يتولى المسرح في المواسم ما بين الأمانة ووزارة الثقافة فتجد أن المسرح في أيام الأعياد وعطلة نهاية الأسبوع يكون بإشراف الأمانة التي تقدم المسرح الجماهيري، وأعتقد وجود نشاط عال جدا فجميع الممثلين يشتغلون، والمسرحيون من بداية شهر رمضان والبروفات على قدم وساق، وتوجد فعلا حركة غير عادية.. بجانب المسرح في أيام العيد وهو شيء إيجابي، حتى ممثلي المسلسلات ونجوم رمضان شاركوا بفاعلية في البروفات والتحضير لمسرح الأمانة وعددهم كبير، وهذا دعم للمسرح بشكل عام. * المسرح السعودي متهم بالشللية.. فما ردك؟ الشللية موجودة عند الشعراء وعند الممثلين في المجال الدرامي، حتى في المجال الرياضي، وهي ليست شللية، إنما هي في رأيي (مجاميع عمل) وهو صعب جدا أن تجمع الناس كلهم في مجموعة واحدة، وبحكم تجاربنا في المسرح نرى أن مجاميع العمل فيها تبادل خبرات وفيها تبادل أشخاص وما هو بتلك الشللية المتعارف عليها التي تكون ضد العمل المسرحي، عندنا أعمال مسح تتم وعندنا أعمال درامية على أعلى مستوى ولو فيه شللية بمفهومها الحقيقي لانتفت الأعمال هذه، وفي نظري أن المجموعات هذه ما هي شللية، لكنها مجموعات عمل أو مجموعات اهتمام، وصعب أنك تجمع الممثلين في مكان واحد؛ لأن فيه الكوميدياني وفيه الدرامي وكل له ثقافته وتوجهه؛ فهم يتشكلون حسب مجاميع العمل. * التقصير يلاحق المسرح والبعض يضعنا في المراتب الأخيرة على مستوى الخليج.. هل هذا صحيح؟ المسرح السعودي أقل بكثير من الكويتي والبحريني ويتفوق على الإماراتي، بل أقل بمراحل من بعض الدول العربية مثل مصر وسورية ولبنان، وهذا يعود إلى عوامل ثقافية وربما إلى عوامل إدارية، لكن كونه متأخرا فأتفق معك والمشكلة الأساسية في الموضوع هو الدعم المادي؛ فنجد أن السعودية بحجمها وثقلها الثقافي لا يوجد فيها أكاديمية للمسرح أو معهد للفنون فكيف نريد أن ننافس؟! * نجوم الصف الأول.. أين هم عن المسرح؟ وهل يتجاهلون الدعوات التي تأتيهم؟ النجوم متواجدون مثل فايز المالكي الذي يعمل كثيرا، ويحضر له ما يقارب ثلاثة آلاف شخص، وكان له دور كبير في مسرح الأمانة والصف الأول من النجوم نجدهم متواجدين في مسرح الأمانة وأي ممثل تلفزيوني تجده الآن يعمل ويحضر في البروفات، فلهم مشاركات قوية جدا ولهم دعم وتواجد كبير، يوسف الجراح متواجد وآخر عمل له العام الماضي، بشير غنيم سنويا يقدم في المسرح، حبيب الحبيب متواجد على مدار الست سنوات الأخيرة، أما ناصر القصبي وعبدلله السدحان فقد تكون ظروف ارتباطهما المستمر ب(طاش ما طاش) هي التي أثرت في حضورهم في المسرح.