كشف عدد من الطلاب السعوديين في بريطانيا عن تقاعس الملحقية الثقافية بلندن عن أداء دورها في متابعة قضايا المبتعثين وحل إشكالاتهم بشكل تلاشت معه الصورة الزاهية التي رسموها عنها بداية حضورهم وأنها ملاذهم الآمن. وأصبحت في نظرهم مجرد ديكور ورقي. عدد كبير من الطلاب (طلبوا عدم نشر أسمائهم كاملة) وصفوا ل”شمش” طريقة تعامل موظفي الملحقية معهم ومع موضوعاتهم ب”الإرهاب النفسي”. وحكى فهد عن تجربته الشخصية مع الملحقية قائلا: “رفض معهد اللغة الإنجليزية الذي سأدرس به استقبالي إلى حين إحضار الضمان, فاتصلت بالمشرفة لأطلبه منها فتارة تقول سأُرسله حالا، وتارة أخرى تقول أرسلته، فيما المعهد يرد بأنه لم يتسلم شيئا، واستمر هذا الوضع أسبوعا؛ ما جعلني أعود إلى لندن في رحلة استغرقت ست ساعات بالحافلة لمراجعة الملحقية بنفسي حيث مكثت ثلاث ساعات ثم عدت بعدها إلى بلدتي، أي أن الأمر استغرق 15 ساعة كاملة”. أما عبدالرحمن فقال إن الملحقية أرسلت لهم رسالة عن طريق البريد الإلكتروني تطالبهم فيها وبطريقة فجة، على حسب وصفه، بالالتزام بالقوانين وإلا فستُلغى بعثة المخالفين. وكشف طالب آخر(طلب عدم الكشف عن هويته) قصة أحد زملائه قائلا: “بعد أن أنهى متطلب اللغة الإنجليزية في معهده بنجاح في يونيو الماضي، فوجئ بأن الملحقية أوقفت مخصصاته المالية إلى حين بداية دراسته في سبتمبر بحجة أنه لا يدرس ومن ثم لا يستحق أن تصرف له مكافأة خلال هذه الفترة”. ويضيف عبدالله قائلا “إن كثيرا من الطلاب لا تتجاوز نسبة حضورهم في المعاهد مرة أو مرتين في الأسبوع، إضافة إلى إهمالهم وعدم اهتمام المشرفين بهم. وقال “للأسف فإن المدرسين وحتى الطلاب من الجنسيات الأخرى أخذوا فكرة سيئة عن الطلاب السعوديين وأنهم غير مهتمين ومستهترين”. وأشار إلى أحد زملائه توفي والده فمنحه المعهد إجازة لمدة أسبوع للعودة إلى السعودية إلا أن مسؤولا في الملحقية قال له “إذا تركت الدراسة فستلغى بعثتك”. ويقول آخر “إن مشرفا رد على أحد المبتعثين لجأ إليه بعد أن وقع في مشكلة مع مالك المنزل الذي يقطنه قائلا (أنا مشرفك الأكاديمي ولست مشرفا على أمورك الحياتية)؛ ما أثار ضحك بقية المشرفين الموجودين في المكتب. وقال كان من الأفضل تحويل الطالب إلى قسم الرعايا السعودين في السفارة بدلا من الضحك عليه. كما تحدث عدد من الطلاب عن الخصم غير المبرر في مكافأتهم، فالطالب المبتعث وحده يستلم 853 جنيها إسترلينيا وبعد مكرمة خادم الحرمين الشريفين كان الكل ينتظر 1279 جنيها إسترليني، لكنهم وجدوا أن المكافأة لا تتجاوز 1168 جنيهاً أي بخصم مقداره 111.5 جنيها (698 ريالا سعوديا). “شمس” حاولت الاتصال بالملحقية للحصول على رد على الاتهامات الموجهة لموظفيها لكنها لم تتجاوب رغم كثرة الاتصالات الهاتفية بها ووعودها بالرد.